أسباب نزول القرآن، أهميتها وطرقها وحجيتها ومصادرها
باب (من لم يرو عن الأئمة عليهم السلام) فيرجال الشيخ الطوسي
البلاغات من أساليب الأداء للحديث الشريف في التراث الإسلاميّ
البناء على القبور
تأبين الإمام الخمينيّ قدس سرّه
تأبين السيد الخوئيّ قدس سرّه
التأثير المتبادل بين القرآن والحديث في مجال التأكيد والتحديد
تحملُ الحديث بالإجازة، واجبٌ مُلح في العصر الحاضر
تدوين السنّة أم تزييف الشريعة؟ في النقد العلمي
التسميات طليعة المؤلّفات في الحضارة الاسلامية موضوعها، ومنهج تأليفها وفهرستها
تتميم النظر في التقديم لمقتضب الاثر
الثقلان ودورهما في دعم السُنّة
جراب النورة بين اللغة والاصطلاح
حجّية الحديث المُعَنْعَن، وما يُثار حوله شبهةٌ في قبال البديهة
الحشوية نشأةً وتاريخاً (القسم الأول)
السنّة النبوية الشريفة وموقف الحكّام منها تدوينا وكتابة ونقلاً وتداولاً
الشيخ الطوسيّ وتراثه الحديثيّ
الحشوية أراء وملتزمات (القسم الثاني )
صِيَغ الأداء والتحمّل: تاريخها، ضرورتها، فوائدها، اختصاراتها
ضرورة تطويع الممارسات للانتهال من معين الحديث الشريف
ضرورة النقد العلمي في مجال تحقيق التراث
العبث بالتراث بين عمالة العلمنة ونفاق الاسلمة
علم الأئمة عليهم السلام بالغيب، والاعتراض عليه بالإلقاء في التهكلة، والإجابات عنه عبر التاريخ
علوم الحديث بين سعة الآفاق و محدوديّة الأعمال
عناوين الأبواب وتراجمها في التراث الإسلامي :حجّيتها، أغراضها مصادرها،ودلالاتها
فرق الشيعة أو مقالات الإمامية ؟ للنوبختي أم للأشعري؟
فوات فهرس الفهارس والأثبات، بذكر بعض ما للإمامية من الإجازات، في الفهرسة
التقية في الثقافة الاسلامية
الكرامات
الكنية، حقيقتها وميزاتها، وأثرها في الحضارة والعلوم الإسلامية، في علوم العربية، الأدب
لماذا الإمام عليه السلام
مجددو المذهب وسماتهم البارزة
المصطلح الرجالي>أسند عنه< ما هو وما هي قيمته الرجالية؟
مقال حول الصحيفة السجّادية
مقدمة (لوامع الأنوار)
مقدمة (المقنع في الإمامة)
مقولة جسم لا كالأجسام، بين موقف هشام بن الحكم ومواقف سائر أهل الكلام
من أدب الدعاء في الاسلام ضبطه عند الأداء والتحمل وتنزيهه من اللحن والتحريف ودعوة الى إحيائه وتحقيق كتبه
موقف أهل الكتاب من الحق بين الإلتزام والتصرفات المريبة
النكت الخفية في النادرة الشريفيّة
همزية البوصيريّ والتراث الذي دار حولها
احدث المقالات
- مقالات » أدب الدعاء في الإسلام
- مقالات » السيد محمد رضا الجلالي علمٌ في التأليفِ والتحقيقِ والتدريس
- مقالات » المشهد الحسیني وعناوینه الموثقة
- مقالات » لماذا نصب الرسول علياً خليفةً له و هو يعلم بمخالفة الناس له؟!
- مقالات » موقف الکتاب والسنّة من وعّاظ السلاطین
- مقالات » دور الاربعین بین الشعائر الدینیة في إحیاء ذکری عاشوراء؟ ونهضة الحسینیة بین (العَبرة والعِبرة)
- مقالات » عاشوراء في لیلة و یوم، مع رؤس و رماح
- مقالات » «الأصل» في التراث الإسلاميّ بین مصطلحین
- مقالات » هل هناك تباين بين مواقف النبي و الائمة عليهم السلام من جهة ، و بين مواقف العلماء المراجع بالنسبة للنساء من جهة اخرى؟
- مقالات » لماذا نصب الرسول صلى الله عليه وآله علياً خليفةً له و هو يعلم بمخالفة الناس له؟!
المقالات العشوایئة
- مقالات » النكت الخفية في النادرة الشريفيّة،
- مقالات » الصحيفة السجادية
- مقالات » مقدمة (المقنع في الإمامة)
- مقالات » فوات فهرس الفهارس والأثبات، بذكر بعض ما للإمامية من الإجازات، في الفهرسة
- مقالات » هل هناك تباين بين مواقف النبي و الائمة عليهم السلام من جهة ، و بين مواقف العلماء المراجع بالنسبة للنساء من جهة اخرى؟
- مقالات » أسباب نزول القرآن، أهميتها وطرقها وحجيتها ومصادرها
- مقالات » البناء على القبور
- مقالات » المصطلح الرجالي>أسند عنه< ما هو وما هي قيمته الرجالية؟
- مقالات » هل يقدر اللَّه تعالى على فعل القبيح كالظلم و ما أشبه؟
- مقالات » مقال حول الصحيفة السجّادية
المقالات الاکثرُ مشاهدة
- مقالات » الكنية، حقيقتها وميزاتها، وأثرها في الحضارة والعلوم الإسلامية، في علوم العربية، الأدب
- مقالات » الحشوية نشأةً وتاريخاً (القسم الأول)
- مقالات » صِيَغ الأداء والتحمّل: تاريخها، ضرورتها، فوائدها، اختصاراتها
- مقالات » همزية البوصيريّ والتراث الذي دار حولها
- مقالات » السيد محمد رضا الجلالي علمٌ في التأليفِ والتحقيقِ والتدريس
- مقالات » عناوين الأبواب وتراجمها في التراث الإسلامي :حجّيتها، أغراضها مصادرها،ودلالاتها
- مقالات » الشيخ الطوسيّ وتراثه الحديثيّ
- مقالات » أسباب نزول القرآن، أهميتها وطرقها وحجيتها ومصادرها
- مقالات » فرق الشيعة أو مقالات الإمامية ؟ للنوبختي أم للأشعري؟
- مقالات » جراب النورة بين اللغة والاصطلاح
حقيقتها ? وميزاتها وأثرها في الحضارة والعلوم الإسلامية
تأليف السيد محمد رضا الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ? الذي علم بالقلم ? وصلى الله وسلم على سيد ولد آدم ? محمد الرسول الأعظم ? وعلى الأئمة المعصومين ? من آله وعترته الميامين ? وعلى شيعتهم الأبرار ? والتابعين لهم بإحسان ? من الآن إلى يوم الدين .
وبعد : فقد لزمني - لبعض الأغراض العلمية - الوقوف على حقيقة الكنية المعروفة لدى الكل ? والمتداولة على الألسن ? وبعد البحث عنها وجدتها تدخل - بشكل أو بآخر - في أكثر من علم من العلوم الإسلامية ? فضلا عن توغلها في الحياة العامة كظاهرة اجتماعية معتنى بها ? وتبتني عليها نكت في محادثات الأدباء ? وأحاديث الظرفاء ? الأمر الذي يجعلها واحدا من ما ينبغي معرفته من معالم الحضارة . . وكنت - على عادتي - أقيد ما أستطرفه من ذلك ? في جذاذات تجمعت لدي ? ولقا عدت إليها يوما - لغرض علمي آخر - وجدتها كثيرة ? فخطر لي جمعها وتنظيمها ? فتكون هذا المقال ? الذي أعتبره جديرا بقول القيرواني : ( ليس لي في تأليفه - من الافتخار - أكثر من حسن الاختيار ? واختيار المرء قطعة من عقله " . وأملي وطيد أن يستطرفه من يراجعه من فضلاء القراء ? وأن يستعذبه من يقرؤه من الطلاب الأعزاء . والله ولي التوفيق ? وهو المستعان ? وله الحمد في الأولى والآخرة ? وصلى الله على محمد وعترته الطاهرة .
وكتب السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
في الخامس والعشرين من شوال سنة تسع وأربعمائة وألف من هجرة سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله الأصفياء
القسم الأول : حقيقة الكنية وميزاتها
1 - أصل الكنية : قال ابن الأثير : بلغني أن سبب الكنى في العرب كان : أن ملكا من ملوكهم الأول ولد له ولد توشم فيه أمارات النجابة فشغف به ? فلما نشأ وترعرع وصلح لأن يؤدب أدب الملوك ? أحب أن يفرد له موضعا بعيدا من العمارة يكون فيه مقيما يتخلق أخلاق مؤدبيه ? ولا يعاشر من يضيع عليه بعض زمانه ? فبنى له في البرية منزلا ونقله إليه ? ورتب له من يؤدبه بأنواع الآداب العلمية والملكية ? وأقام له ما يحتاج من أمر دنياه ? ثم أضاف إليه من هو من أقرانه وأضرابه من أولاد بني عمه وأمرائه ليواسوه ويتأدبوا بآدابه بموافقتهم له عليه . وكان الملك على رأس كل سنة يمضي إلى ولده ? ويستصحب معه من أصحابه من له عند ولده ولد ? ليبصروا أولادهم ? فكانوا معه إذا وصلوا إليهم سأل ابن الملك عن أولئك الذين جاءوا مع أبيه ليعرفهم بأعيانهم ? فيقال له : " هذا أبو فلان ? وهذا أبو فلان " يعنون آباء الصبيان الذين هم عنده ? فكان يعرفهم بإضافتهم إلى أبنائهم فن هنالك ظهرت الكنى في العرب ? ثم انتشرت حتى صاروا يكنون كل إنسان باسم ابنه ( 1 ) .
( 1 ) المرضع : 1 - 42
واحتمل الأخ الفاضل السيد حيدر شرف الدين ? العاملي ? أبو رضا ( من أحفاد الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي ? صاحب المراجعات ? وأخونا السيد الجليل أبو رضا يتمتع بذكاء حاد ? وفكر عميق ? ويصحب قلبا طيبا ? ويملك زمام الورع والتقى ? كشفت عن ذلك كله السنوات التي عشتها معه في النجف وقم ? فرض التنويه بها الواجب الشرعي وحق الأخوة ? عاد إلى وطنه لأداء واجب التبليغ ? كان الله له وأخذ بيده ووفق الله المؤمنين لمعرفة حقه وأداء واجبه )
: أن يكون أصل استعمال الكنية عند العرب لإخفاء أسمائهم ? لأنهم كانوا أمة قبلية تعيش حالات الحروب والغارات ? فربما اتخذوا الكنى - في بداياتها - ليخفوا وراءها شخصياتهم المعروفة - عادة - بالأسماء ? ثم تبلورت إلى أداة معبرة عن الأشخاص ? وتميزت بخصوصيات أخرى . ويؤيد هذا الاحتمال : أن اللغويين فسروا الكنية بالستر ? كما سيجئ .
2 - حقيقة الكنية : قال الجرجاني : الكنية : ما صدر بأب أو أم أو ابن أو بنت ( 3 ) . وقال الشيخ الرضي : الكنية هي : الأب ? أو الأم ? أو الابن ? أو البنت ? مضافات ? نحو : أبو عمرو ? وأم كلثوم ? وابن آوى ? وبنت وردان ( 1 ) . وقال ابن الأثير : لما كان أصل الكنية أن تكون بالأولاد ? تعين أن تكون بالذين ولدوهم ? كأبي الحسن ? في كنية علي بن أبي طالب عليه السلام . فمن لم يكن له ابن ? وكان له بنت ? كنوه بها . ومن لم يكن له ابن ولا بنت ? كنوه بأقرب الناس إليه كأخ وأخت وعم وعمة وخال وخالة ( 5 ) . وجروا في كنى النساء بالأمهات هذا المجرى في الكنى بالأولاد ( 6 ) . أقول : ورد في الحديث الشريف عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال : " من السنة والبر أن يكنى الرجل باسم ابنه " كما سيأتي . وقال الرضي : وقد يكنى الشخص بالأولاد الذين له ? كأبي الحسن لأمير المؤمنين علي عليه السلام .
* ( هامش ) *
( 3 ) التعريفات : 81 .
( 4 ) شرح الكافية 2 / 139 .
( 5 ) لاحظ : النحو الوافي 1 / 277 .
( 6 ) المرصع 2 - 43 . ( * )
وقد يكنى في الصغر تفاؤلا لأن يعيش حتى يصير له ولد اسمه ذاك ( 7 ) .
التكنية بالبنوة : قال ابن الأثير : وكذلك فعلوا في إضافة الأبناء والبنات إكراما واحتراما لهم بإضافتهم إلى آبائهم مع ترك أسمائهم ( 8 ) .
تكنية الحيوان : قال ابن الأثير : وأجروا غير الأناسي مجراهم في ذلك ? لما شارك الناس - في الولادة - باقي الحيوانات ? كنوا ما كنوا منها بالآباء والأمهات ? كأبي الحارث : للأسد ? وأم عامر : للضبع ? وأجروها في ذلك مجرى الأناسي ( 9 ) .
تكنية الجمادات : قال ابن الأثير : فلما تجوزوا في إجراء الحيوانات العجم مجرى الناس في الكنى والأبناء ? حملوا عليها بعض الجمادات فأجروها مجراها فقالوا : أبو جابر : للخبز، وأم قار: للداهية، وابن ذكاء : للصبح ? وبنت أرض: للحصاة (10) .
* ( هامش ) *
( 7 ) شرح الكافية : 2 / 139 .
( 8 ) المرصع : 43 .
( 9 ) المرصع 1 - 42 .
( 10 ) المرصع : 1 - 42 . ( * )
3 - أقسام العلم : العلم من ما يسمى في النحو " المعارف " وهو ينقسم إلى اسم وكنية ولقب ? قال ابن مالك الأندلسي :
اسم يعين المسمى مطلقا * علمه كجعفر وخرنقا
واسما أتى وكنية ولقبا * . . . . . . . . . ( 11 )
وقال الرضي : الاسم : ما لا يقصد به مدح ولا ذم ( وإنما يراد به مجرد تعيين المسمى ) . واللقب : هو اللفظ الذي يدل على مدح أو ذم . وأما الكنية : فما كان فيه أحد أدوات الكناية من : أب ? وأم ? وقيل : وابن ? وبنت - أيضا - ( 12 ) . وقال أبو البقاء : العلم : إن كان مصدرا بأب أو أم فهو " كنية " وإن لم يصدر بأحدهما : فإن قصد به التعظيم أو التحقير فهو " اللقب " وإلا فهو " اسم " . وبعض أهل الحديث يجعل المصدر بأب أو أم ? مضافا إلى اسم حيوان أو وصفه كنية ? وإلى غير ذلك لقبا . والشئ - أول وجوده - تلزمه الأسماء العامة ? ثم تعرض له الأسماء الخاصة كالآدمي ? إن ولد سمي به - ذكرا كان أو أنثى أو مولودا أو رضيعا - وبعد ذلك يوضع له الاسم ? والكنية ? واللقب . وقال : ويجوز اجتماع الثلاثة لشخص واحد ? إذا قصد بكل واحد منها ما لا يقصد بالآخرين ? ففي التسمية إيضاح ? وفي الكنية تكريم ? وفي التلقيب ضرب من الوصفية ( 13 ) . وقال الصفدي : إن العلم الدال على شخص معين : إن كان مصدرا بأب ? كأبي بكر ? أو بأم ? كأم كلثوم وأم البنين . . . فهو " الكنية " . وإن أشعر برفع المسمى ? كماء السماء ? وذي الجناحين ? وذات النطاقين،
* ( هامش ) *
( 11 ) الألفية ? لابن مالك ? المطبوعة مع النحو الوافي 1 / 284 ه 5 .
( 12 ) شرح الكافية 2 / 139 .
( 13 ) الكليات ? لأبي البقاء 3 / 192 - 193 . ( * )
ويدخل في هذا ألقاب الخلفاء ? كالعباس ? والمهدي ? . . . ? ويدخل فيه مصطلح الناس من : شمس الدين ? وبدر الدين ? ونجم الدين ? وغير ذلك من ألقاب أهل الكتاب ? كشمس الدولة ? وتاج الملك . أو يشعر بضعة المسمى ? كقفة ? وبطة ? والأقيشر ? والأحوص . فهذا هو " اللقب " . وإن كان للدلالة على ذات المسمى وتعيينه ? كزيد ? وعمرو ? فهو " الاسم " ( 14 ) .
4 - موقع الكنية في الكلام : قال ابن مالك الأندلسي : واسما أتى وكنية ولقبا * وأخرن ذا إن سواه صحبا ( 15 ) ومعناه : أن اللقب إذا اجتمع مع الاسم والكنية ? لزم تأخير اللقب عنهما ? فالاسم والكنية مقدمان على اللقب عند اجتماعها ? فيقال : الحسين ? أبو عبد الله ? الشهيد ? عليه السلام . أما تقديم الاسم على اللقب : فمتفق عليه : قال ابن عقيل : يجب تأخير اللقب إذا صحب الاسم ( 16 ) . وأما تقديم الكنية على اللقب ? فهو ظاهر الألفية حيث ورد فيها : " وأخرن ذا " أي اللقب " إن سواه " أي غير اللقب " صحبا " . * ( هامش ) *
( 14 ) نصرة الثائر : 2 - 73 .
( 15 ) النحو الوافي 1 / 284 ه ? .
( 16 ) شرح ابن عقيل على الألفية - الطبعة الأولى - : 19 . ( * )
ولكن شراح الألفية قالوا : أنت - في اللقب مع الكنية - بالخيار ? بين أن تقدم الكنية على اللقب ? فتقول : أبو عبد الله زين العابدين ? وبين أن تقدم اللقب على الكنية فتقول . زين العابدين أبو عبد الله ( 17 ) . وعلى هذا الأساس احتملوا أن تكون عبارة الألفية :
. . . . . . . . . . . . . . . . * وأخرنْ ذا إنْ سواها صحبا
أي أخر اللقب إن صحب سوى الكنية ? أي إن صحب الاسم لزم تأخيره عن الاسم ? وأما إن صحب الكنية ? فهو ساكت عنه .
ويرد عليه : أنهم حكموا في اجتماع الاسم والكنية بالخيار في تقديم أحدهما على الآخر ? فلو كان الناطق في اجتماع اللقب والكنية بالخيار أيضا ? لزم من تقديم اللقب على الكنية جواز تقديمه على الاسم نفسه ? وقد عرفنا أن اللقب متأخر عن الاسم ! ذكر أبو البقاء هذا الاعتراض ( 18 ) .
فالظاهر وجوب تأخر اللقب عن الاسم والكنية ? وهذا يوافق النسخة المعروفة من الألفية : " إن سواه " ( 19 ) . وقال أبو البقاء : إذا اجتمع الاسم واللقب : فالاسم - إن لم يكن مضافا - أضيف إلى اللقب ? كسعيد كرز ? لأنه يصير المجموع بمنزلة الاسم الواحد . وإن كان مضافا ? فهم يؤخرون اللقب ? فيقولون : عبد الله بطة . ويقدم اللقب على الكنية ? وهي على العلم ? ثم النسبة إلى البلد ? ثم إلى الأصل ? ثم إلى المذهب في الفروع . ثم إلى المذهب في الاعتقاد ? ثم إلى العلم . وقد يقدمون اللقب على الاسم ? ويجرون الاسم عليه بدلا أو عطف بيان ( 20 ) . * ( هامش ) *
( 17 ) شرح ابن عقيل على الألفية - الطبعة الأولى - : 19 .
( 18 ) الكليات ? لأبي البقاء 3 / 192 - 193 .
( 19 ) النحو الوافي 1 / 284 ه ? .
( 20 ) الكليات ? لأبي البقاء 3 / 192 - 193 . ( * )
وقال الصفدي : فسردها يكون على الترتيب : - ثم ذكر عين ما ذكره أبو البقاء إلا أنه أضاف بعد قوله " ثم إلى العلم " قوله . أو الصناعة أو الخلافة أو السلطنة أو الوزارة أو القضاء أو الإمرة أو المشيخة أو الحج أو الحرفة . وقال : هذا الذي ذكرته ههنا هو القاعدة المعروفة والجادة المسلوكة المألوفة عند أهل العلم ( 21 ) .
وفي المقام أقوال أخر ( 22 ) . 5 - كنية أو لقب ? قال الشيخ الرضي : لفظ " اللقب " - في القديم - كان في الذم أشهر منه في المدح ? وهو ما يقصد به المدح أو الذم في الأعصار المتأخرة مثل : بطة ? وقفة ? وعائد الكلب ? في الذم . وكالمصطفى ? والمرتضى ? وفخر الدين ? في المدح ( 23 ) . وقد تجعل اللفظة المستعملة للكنية " لقبا " لشخص ? والمراد بجعلها اعتبار جهة المدح أو الذم فيها ? بحيث لا تستعمل إلا لإرادة أحدهما منها ? فتسمى " لقبا " اصطلاحا ? وهي كنية لفظا . وقد قسم ابن منظور الأنصاري الكنية إلى ما يراد به الذم أو المدح ? أو الخالي منهما ( 24 ) . وعلى ذلك يصح إطلاق " الكنية " ? " اللقب " على لفظ واحد ? باختلاف الاعتبار . وقد جعل ابن الأثير كلمة " أبي تراب " كنية للإمام علي عليه السلام ? ولكن جعلها من قسم الكنى النادرة ? كما سيأتي ( 25 ) .
* ( هامش ) *
( 21 ) الوافي بالوفيات 1 / 33 - 35 .
( 22 ) لاحظ الكواكب الدرية ? للأهدل 1 / 53 .
( 23 ) شرح الكافية للرضي 2 / 139 .
( 24 ) لسان العرب 20 / 98 مادة ( ? ? ? ) .
( 25 ) المرصع 44 . ( * )
وأبن الصلاح جعل لفظ " أبي تراب " لقبا للإمام عليه السلام ? فقال : الذين لقبوا بالكنى ? ولهم غير ذلك كنى وأسماء ? مثاله : علي بن أبي طالب عليه السلام يلقب بأبي تراب ? ويكنى أبا الحسن ( 26 ) . وممن لقب بالكنية : عبد الله بن محمد الأصفهاني ? المكنى بأبي محمد ? الملقب بأبي الشيخ ( 27 ) وقال ابن حجر ? في إبراهيم بن خالد : قيل : كنيته أبو عبد الله ? وأبو ثور لقب ( 28 ) وقد ذكر عدة من الكنى في فصل الألقاب من التقريب ( 29 ) . وقال الفيروزآبادي : أبو العتاهية : لقب أبي إسحاق بن سويد " لا كنية ( 30 ) . وقد يقال : إن الكنية - كما سيجئ - تدل على الاحترام والتعظيم للمكنى ? وهذا ينافي أن يكون دالا على الذم ? عندما يستعمل لقبا ? ! ويجاب : بأن اللقب - إنما يذم الملقب به بمعنى لفظه ? فدلالته على الذم لفظية ظاهرية مطابقية ? بخلاف الكنية ( 31 ) . فاللقب يدل بمعناه اللغوي على ذم الملقب به ? أما الكنية فجهة التعظيم فيها - كما سيجئ - هو عدم ذكر اسم الشخص ? فهي تدل عليه بالدلالة التزامية .
* ( هامش ) *
( 26 ) مقدمة ( ابن الصلاح : 511 .
( 27 ) مقدمة ابن الصلاح : 263 ? 512 ? وعلوم الحديث ? له . 152 .
( 28 ) تهذيب التهذيب 1 / 118 .
( 29 ) تقريب التهذيب 2 / 7 - 568 .
( 30 ) كليات أبي البقاء 3 / 192 ? وانظر: وسائل الشيعة 15 / 132 ? 30 ? 1.
( 31 ) شرح الكافية ? للرضي 2 / 139 ? وانظر : النحو الوافي 1 / 276 ه 2 .
( * )
6 - أهداف الكنى : قال الأهدل : والمقتضي للتكنية أمور :
الأول : الإخبار عن نفس كأبي طالب ? كني بابنه طالب ? وهذا هو الثاني : التفاؤل والرجاء ? كأبي الفضل : لمن يرجو ولدا جامعا للفضائل . الثالث : الايماء إلى الضد ? كأبي يحيى لملك الموت . الرابع : اشتهار الشخص بخصلة ? فيكنى بها : إما بسبب اتصافه بها في نفسه . أو انتسابه إليها بوجه قريب ? أو بعيد . كأبي الوفاء : لمن اسمه إبراهيم ? وأبي الذبح : لمن اسمه إسماعيل أو إسحاق . ومن هذا القبيل غالب كنى الحيوان ( 32 ) . أقول : ومن فوائد الكنية وأغراض وضعها : هو التمييز بين الأشخاص بتعيين أحدهم بكنيته ? بالدلالة عليه . قال ابن قتيبة : الكناية أنواع ? ولها مواضع . . . فمنها : أن تكني عن اسم الرجل بالأبوة لتزيد من الدلالة عليه ? إذا أنت راسلته أو كتبت إليه ? إذ كانت الأسماء قد تتفق ( 33 ) .
* ( هامش ) *
( 32 ) الكواكب الدرية ? للأهدل 1 / 52 .
( 33 ) تأويل مشكل القرآن : 256 . ( * )
أقول : وتتضح هذه الفائدة لو كانت الأسماء المتفقة لعدة كل من الإخوة ? حيث تتفق هناك أسماء الآباء والأجداد - أيضا - فتكون الحاجة إلى تمييز كل واحد ? والدلالة عليه بما يخصه ? أظهر . وإليك أمثلة لذلك : ذكر النسابة المروزي عدة ممن اتفقت أسماؤهم واختلفت كناهم : منهم أبناء عمر بن يحيى بن الحسين ? أمير الحاج ? صاحب الكوفة ? والموسم : فإنهم ثمانية وعشرون أخا ? واسم ( واحد وعشرين ) منهم ( محمد ) وكناهم مختلفة ( 34 ) .
وسمى الحسن بن الحسن بن القاسم بن محمد البطحاني أبناءه السبعة ( عليا ) وكناهم مختلفة ( 35 ) .
وذكر أن محمد الجور بن الحسين بن علي الخارص بن محمد : له عشرة أولاد ممن اسمه ( جعفر ) وكناهم مختلفة ( 36 ) .
وقد ذكر النسابة المذكور تلك الكنى ? فلتراجع .
7 - الكنية للتعظيم والتكريم :
قال ابن قتيبة : أن تكني عن اسم الرجل بالأبوة . . . لتعظمه في المخاطبة بالكنية ? لأنها تدل على الحنكة وتخبر عن الاكتهال ( 37 ) . وقال ابن الأثير : إنما جئ بالكنية لاحترام المكنى بها وإكرامه وتعظيمه . . . ومنه قول الشاعر : أكنيه أناديه لأكرمه * ولا ألقبه والسوءة اللقب وهذا مختص بالإنسان دون غيره ? وهو الأصل ( 38 ) . وقال - في وجه دلالة الكنية على الاحترام - : كي لا يصرح في الخطاب باسمه (39 ) . وقال الرضي . الكنية - عند العرب - يقصد بها التعظيم ? لعدم التصريح بالاسم . . . فإن بعض النفوس تأنف من أن تخاطب باسمها ( 40 ) .
* ( هامش )
( 34 ) الفخري : 245 .
( 35 ) الفخري : 247 .
( 36 ) الفخري : 248 .
( 37 ) تأويل مشكل القرآن : 256 .
( 38 ) المرصع : 41 .
( 39 ) المرصع : 41 .
( 40 ) شرح الكافية 2 / 139 . ( * )
أقول : يظهر من الجمع بين الكلمات : أن في الكنية أكثر من جهة تدل على التكريم والتعظيم :
1 - عدم ذكر الاسم .
2 - الإخبار عن الاكتهال ? فيما لو كانت الكنية بالأبوة .
3 - النسبة إلى الآباء ? فيما لو كانت الكنية بالبنوة ( 41 ) .
وفي قول ابن الأثير : " وهو الأصل " إشارة إلى أن هذه الدلالة قد تتخلف ? وأن الكنية قد تستعمل للإهانة والذم ? وإن كان ذلك نادرا، فهو بحاجة إلى قرينة تدل عليه.
وقد انعكست دلالة الكنية على التكريم والتعظيم في الأخبار التالية :
1 - روى الشيخ المفيد - بسنده - عن أحمد بن عبيد الله بن الخاقان - الذي كان على الضياع والخراج بقم - قوله : اذكر أني كنت يوما قائما على رأس أبي - وهو يوم مجلسه للناس - [ بسامراء ] إذ دخل حجابه ? فقالوا : " أبو محمد ابن الرضا " بالباب . فقال - بصوت عال - : ائذنوا له . فتعجبت مما سمعت منهم ? ومن جسارتهم أن يكنوا رجلا بحضرة أبي ? ولم يكن يكنى عنده إلا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنى ! فقلت لحجاب أبي وغلمانه . بحكم من هذا الذي كنيتموه بحضرة أيي . . . إلى آخر الحديث ( 42 ) .
ونقله القهپائي ? وقال : فظهر أن ذكر الرجل بالكنية لا يكون إلا مع اعتبار زائد ? حتى قد يصير سببا لاعتباره في حديثه ( 43 ) .
* ( هامش ) *
( 41 ) المرصع : 43 .
( 42 ) الإرشاد للمفيد : 8 - 339 .
( 43 ) مجمع الرجال 7 / 2 هامش . ( * )
2 - وقال الحسين بن حمدان الخصيبي - في من لقيه في ضواحي قم ? فقال له . يا حسين - : لا احترمني ولا كناني ( 44 ) .
3 - قال أبو بكر ابن إسماعيل الوراق : دققت على أبي محمد ابن صاعد بابه ? فقال : من ذا ? فقلت : أنا أبو بكر ابن أبي علي ? يحيى ههنا ? فسمعته يقول للجارية : هات النعل ? حتى أخرج إلى هذا الجاهل ? الذي يكني نفسه وأباه ? ويسميني ? فأصفعه ? ! ( 45 ) .
4 - كان عروة بن الزبير ( ? 93 ) يتحدث عن أخيه عبد الله بن الزبير ? عند عبد الملك ? فذكره بكنيته " أبي بكر " فاستشاط الحجاج غضبا ? وقال له : لا أم لك ? أتكني منافقا عند أمير المؤمنين ? ! فقال له عروة : ألي تقول : " لا أم لك " وأنا ابن عجائز الجنة ? ! أمي أسماء بنت أبي بكر ? وجدتي صفية بنت عبد المطلب ? وعمتي خديجة بنت خويلد ( 46 ) . وقد اعترض على دلالة الكنية على الاحترام ? بذكر " أبي لهب " في القرآن دون اسمه ! وقد أجابوا عن ذلك بوجوه ? سنذكرها في فصل " الكنية في التفسير " .
* ( هامش ) *
( 44 ) جامع أحاديث الشيعة 8 / 551 رقم 1640 .
( 45 ) تاريخ بغداد .
( 46 ) الأنساب ? للبلاذري ? كما في مغازي رسول الله ? لعروة : 3 . ( * )
8 - الكنى الغالبة :
إن بعض الكنى يغلب وضعها مع بعض الأسماء ? وإذا تمكنا من تحديدها ? أمكن الاستفادة منها عند اشتباه الأسماء بوقوع تصحيف فيها ? أو خلط بعضها ببعض . وقد وقفنا على مجموعة منها :
المسمى بمحمد يكنى بأبي جعفر .
المسمى بعلي يكنى بأبي الحسن .
المسمى بالحسن يكنى بأبي محمد .
المسمى بالحسين يكنى بأبي عبد الله .
المسمى بأحمد يكنى بأبي العباس .
المسمى بموسى يكنى بأبي عمران .
المسمى بسليمان يكنى بأبي داود .
المسمى بالعباس يكنى بأبي الفضل . وأمثال ذلك ? مما هو غالبي ? وقد يتخلف . والظاهر أنهم تعارفوا على تكنية الشخص بالكنية الغالبة ? قبل أن يكتني باسم من يولد له من الأولاد . وتظهر فائدة ذلك - بعد إثبات الغلبة - في تعيين الاسم المناسب للكنية عند الاشتباه ? كما أشرنا . مثلا : كثيرا ما يتصحف اسم " محمد " ب " عمر " وبالعكس ? فإذا كان الشخص المشتبه في اسمه مكنى بأبي جعفر ? أمكن الحكم بأن اسمه " محمد " وإذا كان مكنى بأبي حفص ? أمكن الحكم بأن اسمه " عمر " استنادا إلى هذه الغلبة . وقد استند سيدنا الأستاذ إلى هذه الغلبة في ترجمة ( الحسن بن سعيد الأهوازي " حيث وقع الخلاف في أن من عنونه النجاشي في رجاله - أصالة - هل هو الحسن أو أخوه الحسين ? وذكر الآخر تبعا وضمنا . وقد اختلفت نسخ رجال النجاشي في العنوان ? كما اختلفت المصادر الناقلة عنه . لكن النجاشي كنى المترجم في صدر الترجمة بقوله : " أبو محمد الأهوازي " ( 47 ) .
* ( هامش ) * ( 47 ) رجال النجاشي : 58 رقم 136 . ( * )
فقال السيد الأستاذ : إن المذكور في أكثر نسخ النجاشي ? هو " الحسين ابن سعيد " وقد ترجم " الحسن " في ضمن ترجمة الحسين ? ولكن ابن داود والميرزا في رجاله الكبير ? ذكرا عن النجاشي : " الحسن بن سعيد " وقد ترجم أخاه " الحسين " في ضمن ترجمة الحسن . والمظنون - قويا - صحة نسخة ابن داود ? والميرزا ? فإن " أبا محمد " يكنى به المسمى بالحسن ? في الغالب . ولو صحت تكنية المسمى بالحسين به ? فهو نادر جدا ( 48 ) . وقد استندنا إلى ذلك في تعيين اسم الحبري صاحب التفسير ? حيث ذكره بعض باسم " الحسن " وورد كذلك في بعض الأسانيد ? فقلنا : إن من المطمئن به كون الصواب في اسمه هو " الحسين " مصغرا ? وأن تسميته بالحسن مكبرا سهو ? ومن المناسب الاستشهاد لذلك بأن الرجل يكنى بأبي عبد الله ? كما ورد في عدة أسانيد ? فهذه الكنية يغلب استعمالها للمسمى بالحسين ? وأما من يسمى بالحسن فيكنى بأبي محمد ? عادة ( 49 ) .
9 - بعض أقسام الكنى :
? - الكنى المفردة : هي الكنى التي لا نظير لها ? مثل : أبو السليل : للقيسي البصري . وأبو السنابل : لعبيد ربه بن بعكك ? رجل صحابي من بني عبد الدار ( 50 ) . وأبو المساكين : لجعفر بن أبي طالب ? كان يحب المساكين ويجلس إليهم ?
* ( هامش ) *
( 48 ) معجم رجال الحديث 4 / 357 .
( 49 ) تفسير الحبري : 22 - 23 .
( 50 ) الباعث الحثيث ? لشاكر : 209 . ( * )
ويحدثهم ? ويحدثونه ? وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكنيه بذلك ( 51 ) . وذكر ابن الصلاح بعض الكنى المفردة ? كالتالي : أبو العبيدين - مصغر ? مثنى - واسمه : معاوية بن سبرة ? من أصحاب ابن مسعود . أبو العشراء الدارمي . أبو المدلة - بكسر الدال المهملة ? وتشديد اللام - ولم يوقف على اسمه . أبو مراية العجلي ? واسمه عبد الله بن عمرو ? تابعي . أبو معيد - مصغر ? مخفف الياء - حفص بن غيلان الهمداني . أنظر : علوم الحديث ? تحقيق عتر : 328 .
? - الكنى النادرة : قال ابن الأثير : قد جروا في الأسماء والكنى على قسمين . معتادا ? وغير معتاد . فمن المعتاد : الكنية بالأولاد ? كما سبق . والنادر : كقولهم في كنية علي بن أبي طالب عليه السلام : أبو تراب ( 52 ) . أقول : ومن النادر : ابن العشرة ? وابن جماعة ? وابن جني ? وابن فهد ? وابن بابويه . ? - تقسيم آخر : قال ابن منظور : الكنية على ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكنى عن الشئ الذي يستفحش ذكره . والثاني : أن يكنى الرجل باسمه توقيرا وتعظيما . والثالث : أن تقوم الكنية مقام الاسم ? فيعرف صاحبها بها ? كما يعرف باسمه ( 53 ) * ( هامش ) *
( 51 ) الكنى والأسماء ? للدولابي 1 / 77 ? والمجدي في النسب : 8 . ( 52 ) المرصع : 44 . ( 53 ) لسان العرب 20 / 98 مادة ( كنى ) . ( * )
10 - الكنية من خواص اللغة العربية :
الظاهر أن الكنية من خواص الحضارة العربية ? إذ لم يعهد - حسب اطلاعنا - في اللغات الأخرى ? مثل هذا الاستعمال . ومن الظرائف ما نقل عن النقاش ? محمد بن الحسن ? أبي بكر الموصلي ? البغدادي ? فإنه كان يصحف . قال الدارقطني : قال النقاش . " كسرى ? أبو شروان " جعلها كنية ( 54 ) . بينما هي " أنوشروان " اسم . * * * * * ( هامش ) * ( 54 ) سير أعلام النبلاء 15 / 576 . ( * )
القسم الثاني : أثر الكنية في العلوم والحضارة
تمهيد : قد يعجب الإنسان إذا لاحظ تأثير الكنية في كثير من العلوم بشكل واضح ومباشر ? وفيما يأتي نحاول إيراد ما وقفنا عليه من هذا القبيل من الآثار ? فلها مجال
بحث في العلوم الإسلامية من عقائد ? وفقه ? وحديث ? ومصطلح ? ورجال إسناد . ولها مجال بحيث في علوم الأدب من لغة ? ونحو ? وأدب عام كالحرب ? والظرائف والمحادثة ? والتراث .
أولا - في العقائد :
1 - الكيسانية من الفرق الإسلامية : قالت بإمامة محمد بن الحنفية ? وهو ابن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ? ويكنى بأبي القاسم ? فزعموا أنه هو " المهدي " . واعتلوا لأنه المهدي بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله عز وجل رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي ? وكنيته كنيتي ? واسم أبيه اسم أبي ? يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا " . قالوا : وكان من أسماء أمير المؤمنين عليه السلام : " عبد الله " لقوله : " أنا عبد الله ? وأخو رسول الله ? وأنا الصديق الأكبر ? لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر " . وهذه الفرقة بأجمعها تذهب إلى أن محمدا رحمه الله كان الإمام بعد الحسن والحسين عليهما السلام ( 55 ) . * ( هامش ) *
( 55 ) الفصول المختارة : 240 - 241 . ( * )
ورد الشيخ المفيد تعلقهم بهذه الرواية بقوله : إن بإزاءهم الزيدية يدعون ذلك في " محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن " . وهم أولى به منهم ? لأن أباه كان اسمه المعروف به " عبد الله " وكان أمير المؤمنين عليه السلام اسمه " علي " وإنما انضاف إلى " الله " بالعبودية كما انضاف جميع العباد إلى " الله " بالعبودية ( 56 ) . أقول : إن الاستدلال بهذه الرواية وأمثالها على إمامة ابن الحنفية أمر مرفوض ? لوجوه :
1 - أن الإمامة من الأصول ? ولا يمكن إثباتها بالخبر الواحد ? لأنه لا يوجب علما ولا عملا في هذا المقام ? كما تقرر في أصول العقائد ? وأصول الفقه .
2 - أن الأحاديث المذكورة لم تثبت سندا بمستوى الاحتجاج بها .
3 - أن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأن فلانا يملأ الأرض قسطا وعدلا لا يمكن أن ينطبق على محمد بن الحنفية ? لعدم تحقق ذلك في حياته ? كما هو المعلوم من التاريخ . كما أن الروايات الدالة على سماح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتسمية ابن الحنفية باسمه وتكنيته بكنيته ? لا تدل إلا على إكرام النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام وابنه بهذا السماح ? خاصه بعد منعه من الجمع بين اسمه وكنيته لأي أحد . فعن محمد بن الحنفية ? عن علي ? قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . " يولد لك غلام نحلته اسمي وكنيتي " . فولد له محمد ( 57 ) . * ( هامش ) *
( 56 ) الفصول المختارة : 246 .
( 57 ) معرفة علوم الحديث ? للحاكم : 189 . ( * )
وفيما نقله العمري : عن ابن خداع ناسب المصريين في كتابه " المبسوط " : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام : " يولد لك ولد تحليه اسمي وكنيتي " ? ( 58 ) . وروى ابن الأثير : عن محمد بن الحنفية ? عن أبيه علي بن أبي طاب عليه السلام قال : قلت : يا رسول الله ? أرأيت إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك ? قال : نعم . أخرجه أبو داود ( 59 ) . وسيأتي في فصل " الفقه " سرد الروايات المانعة عن التسمية بمحمد مع التكنية بأبي القاسم ? والجمع بينها وبين هذه الروايات . 2 - أبو تراب : ذكر العلماء في كنى الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام " ( أبا تراب " ( 60 ) . وقد عدوها من الكنى النادرة ( 61 ) وهي خاصة به ? فينصرف إليه إطلاقها ? في طبقة الصحابة بل التابعين ? قطعا . وأصل هذه الكنية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كناه بها ? كما جاءت بذلك الأحاديث المسندة : فقد أخرج الدولابي بسنده حديثا ? فيه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج ? فإذا علي عليه السلام نائم في ظل جدار المسجد ? وقد سقط الثوب عنه ? فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينفض التراب عن جسده ويقول " يا أبا تراب ? قم ? يا أبا تراب ? قم " . فما كان اسم أحب إلى علي من أن يدعى به من " أبي تراب " ( 63).
* ( هامش ) *
( 58 ) المجدي : 14 .
( 59 ) جامع الأصول ( 1 / 280 ? الكنى ? للدولابي 1 / 5 .
( 60 ) تاريخ أهل البيت عليهم السلام .
( 61 ) المرصع ? لابن الأثير : 44 .
( 62 ) الكنى والأسماء ? للدولابي 1 / 8 - 9 ? وانظر : تاريخ دمشق ? ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) 3 / 350 ? 1400 ? وانظر : السيرة النبوية ? لابن هشام ( 2 / 249 - 250 . ( * )
وأخرج الدولابي بسنده عن عمار بن ياسر ? قال : كنت - أنا - وعلي رفيقين في غزوة العشيرة ? فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ? رأينا أناسا من بني مدلج في منزلهم . . . فجئناهم ? فنظرنا إلى عملهم ساعة ? ثم غشينا النوم . . . فوالله ? ما هبنا إلا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحركنا برجله ? وقد تتربنا من تلك الدفعة التي نمنا بها ? فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما لك ? يا أبا تراب ? " لما يرى عليه من التراب ? وقال : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ? ! . . . أحيمر ثمود . . . والذي يضربك - يا علي - على هذا - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه - ثم أخذ بلحيته - ( 63 ) . وقد ذكر سماك بن حرب ? قال : قلت لجابر : إن هؤلاء القوم [ يعني بني أمية ] يدعونني إلى شتم علي ! ! قال : وما عسيت أن تشتم به ? قال : أكنيه بأبي تراب . قال : فوالله ما كانت لعلي كنية أحب إليه من أبي تراب ? ثم ذكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " قم ? يا أبا تراب " ? وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : " أنت أخي وأنا أخوك " ( 64 ) . وكذلك قال سهل بن سعد: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب ? وإن كان ليفرح إذا دعي به،وذكر حديث تكنية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام بهذه الكنية (65).
أقول : لكن معاوية الذي حارب الإمام عليا عليه السلام ? أوغل في الحقد
* ( هامش ) *
( 63 ) الكنى والأسماء - أيضا - 2 / 163 .
( 64 ) تاريخ دمشق - ترجمة الإمام علي عليه السلام - 1 / 32 ? 31 .
( 65 ) صحيح مسلم 4 / 1874 وهو الحديث الأخير من باب فضائل الإمام علي عليه السلام ? وصحيح البخاري 5 / 23 ? والحاكم ! في معرفة الحديث : 261 النوع 45 ? وابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليه السلام - 1 / 31 ? 30 . وانظر : الغدير ? للعلامة الأميني 6 / 333 - 335 . ( * )
على عليّ وآله الأطهار ? فكان يطلق اسم " أبي تراب " بقصد النبز والتعيير ? ونيلا منه ? ومناوئة له ? وعنادا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي توجه بهذا الاسم الشريف ? ولقد خاب كيدهم وخسروا ? حيث كانت هذه الكنية من أحب الكنى عند الإمام عليه السلام ? كما عرفنا في الحديث الأول الذي نقلناه عن الدولابي . ولقد تمادى معاوية وأذنابه في غيهم سعيا في طمس اسم الإمام علي عليه السلام ? وهذا أحد أساليبهم الخبيثة .
3 - كنى المعصومين عليهم السلام :
للمعصومين عليهم السلام نوعان من الكنى : الأول : الكنى الموضوعة لهم ? للاستعمال العام ? وهي الكنى الواردة في كتب التاريخ والسيرة . وقد ذكرها مؤلف كتاب " تاريخ أهل البيت عليهم السلام " كما يلي :
1 - كنية النبي صلى الله عليه وآله : أبو القاسم .
2 - كنية علي بن أبي طالب عليه السلام : أبو الحسن ? وأبو الحسين ? وأبو تراب .
3 - كنية الحسن بن علي عليه السلام : أبو محمد .
4 - كنية الحسين بن علي عليه السلام : أبو عبد الله .
5 - كنية علي بن الحسين عليه السلام : أبو الحسن ? وأبو محمد ? وأبو بكر . قال ابن أبي الثلج : وعندنا في رواية أخرى : أبو الحسين .
6 - كنية محمد بن علي عليه السلام : أبو جعفر .
7 - كنية جعفر بن محمد عليه السلام : أبو عبد الله .
8 - كنية موسى بن جعفر عليه السلام . أبو الحسن ? وأبو إبراهيم .
9 - كنية علي بن موسى عليه السلام : أبو الحسن .
10 - كنية محمد بن علي عليه السلام : أبو جعفر .
11 - كنية علي بن محمد عليه السلام . أبو الحسن .
12 - كنية الحسن بن علي عليه السلام ? أبو محمد .
13 - كنية القائم صلوات الله عليه : أبو القاسم ( 66 ) .
( 66 ) تاريخ أهل البيت عليهم السلام - بتحقيقنا - الفصل الخامس .
النوع الثاني : كنى المعصومين عليهم السلام المستعملة في كتب الحديث وأسانيد الروايات . قال القهپائي : لما كثر ذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الاثني عشر عليهم السلام بالكنى فينبغي للناظر في الروايات خصوصا المحدث ? معرفتها :
فأبو إبراهيم مختص بالكاظم عليه السلام .
وأبو إسحاق ? بالصادق عليه السلام .
وأبو جعفر مشترك بين الباقر والجواد عليهما السلام . لكن الأكثر المطلق ? ومع تقييده بالأول : هو الأول والمقيد بالثاني : هو الجواد عليه السلام .
وأبو الحسن : مشترك بين أمير المؤمنين عليه السلام ? وزين العابدين عليه السلام ? والكاظم عليه السلام ? والرضا عليه السلام ? والهادي عليه السلام :
وقلما يذكر في الأحاديث الأول عليه السلام . والأكثر في الاطلاق هو الكاظم عليه السلام . وقد يراد منه - حينئذ - الرضا عليه السلام . والمقيد بالأول : هو الكاظم عليه السلام . وبالثاني : هو الرضا عليه السلام . والثالث : هو الهادي عليه السلام . ويختص المطلق بأحدهم مع القرينة .
وأبو الحسنين مختص بأمير المؤمنين عليه السلام .
وأبو عبد الله : مشترك بين الحسين عليه السلام ? والصادق عليه السلام . لكن المراد بالمطلق في كتب الأخبار هو الصادق عليه السلام .
وأبو القاسم : مشترك بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ? وبين الصاحب عليه السلام . لكن أكثر إطلاقاته في كتب الأخبار هو الأخير عليه السلام .
وأبو محمد : مشترك بين الحسن المجتبى عليه السلام ? وزين العابدين عليه السلام ? والحسن العسكري عليه السلام . لكن أكثر إطلاقه في كتب الأخبار على العسكري عليه السلام ( 67 ) .
( 67 ) مجمع الرجال 7 / 3 - 194 .
4 - تكنية الإمام المهدي عليه السلام بأبي جعفر :
لم يذكر في النوعين السابقين من كنى الأئمة عليهم السلام تكنية الإمام المهدي محمد بن الحسن ? القائم المنتظر عليه السلام بأبي جعفر ? لكني وجدت ذلك في مواضع من متون الأحاديث ? وفي كتب التاريخ ? كما يلي :
1 - روى الصدوق ? مسندا عن عيسى الخشاب أنه قال للإمام الحسين بن علي عليه السلام : أنت صاحب هذا الأمر ? فقال عليه السلام : لا ? ولكن صاحب الأمر ? الطريد ? الشريد ? الموتور بأبيه ? المكنى بعمه ( 68 ) .
( 68 ) إكمال الدين ? للصدوق - المطبوع باسم كمال الدين - : 318 ? 30 ? 5 .
وعم الإمام المهدي هو السيد محمد ابن الإمام علي الهادي ? وهو المدفون قرب مدينة " بلد " بالعراق ? وهو يكنى " أبا جعفر " . وعمه الآخر هو " جعفر " .
2 - روى الصدوق ? بسنده ? عن الحسن بن المنذر ? عن حمزة بن أبي الفتح ? قال : جاءني يوما ? فقال لي : البشارة ! ولد البارحة في الدار مولود لأبي محمد عليه السلام ? وأمر بكتمانه . قلت : وما اسمه ? قال : سمي ب " محمد " وكني ب " جعفر" (69).
3 - روى الصدوق في حديث عقيد الخادم ? قال : ولد ولي الله والحجة ابن الحسن ليلة الجمعة ? غرة شهر رمضان ? سنة أربع وخمسين ومائتين ? ويكنى أبا القاسم ? ويقال : " أبو جعفر " ولقبه : المهدي ( 70 ) .
4 - قال الحسين بن حمدان الخصيبي : اسم الخلف المهدي الثاني عشر : محمد بن الحسن ? وكناه : أبو القاسم ? وأبو جعفر ( 71 ) . 5 - قال الطبري : يكنى عليه السلام بأبي جعفر عليه السلام ( 72 ) . 6 - وقال مؤلف كتاب " ألقاب الرسول وعترته " : ويكنى : أبا القاسم ? وأبا جعفر ( 73 ) . أقول : وهذه الروايات والنقول تدل على ثبوت كنية " أبي جعفر " للإمام المهدي عليه السلام ? فيكون ذا كنيتين ? وإن كان الأشهر تكنيته بأبي القاسم . ولعل الوجه في تكنيته بأبي جعفر هو التعمية على الأعداء بعدم إظهار كنيته المعروفة " أبي القاسم " لما اشتهر من الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في المهدي أن " اسمه اسمي وكنيته كنيتي " * ( هامش ) *
( 69 ) إكمال الدين 432 ? 42 ? 11 .
( 70 ) إكمال الدين : 474 ? 43 ضمن الحديث 25 .
( 71 ) الهداية : 328 .
( 72 ) دلائل الإمامة ? للطبري : 271 .
( 73 ) مجموعة نفيسة : 286 . ( * )
والواضح أن كنيته المعروفة صلى الله عليه وآله وسلم هي : أبو القاسم ? فلكي لا يطبق الأعداء – في تلك الظروف الحرجة لولادة الحجة - ما ورد في حقه على شخصه ? قيل في كنيته : " أبو جعفر " . ويشهد لذلك ما ورد من النهي عن تسميته وتكنيته - ولا بد أن يكون المراد كنيته المعروفة - كما في الخبر المروي عن الخضر عليه السلام : " لا يكنى ولا يسمى " ( 74 ) .
4 - إطلاق الاسم على الكنية :
5 - قال ابن طلحة : إن من جملة الصفات المجعولة علامة على الخلف الصالح عليه السلام أن يكون اسم أبيه مواطئا لاسم أب النبي صلى الله عليه وآله وسلم . هكذا صرح به الحديث النبوي على ما أوردوه ? وهذه الصفة لم توجد في الحجة الخلف الصالح ! وهذا إشكال قوي ! فالجواب : بعد بيان أمرين : الأول : أنه سائغ في لسان العرب إطلاق لفظة " الأب " على " الجد الأعلى " وقد نطق القرآن بذلك فقال : " ملة أبيكم إبراهيم " [ سورة الحج 22 الآية 78 ] وقال حكاية عن يوسف : " واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق " [ سورة يوسف 12 الآية 38 ] . الثاني : أن لفظة " الاسم " تطلق على " الكنية " وعلى الصفة ? وقد استعملها الفصحاء ? ودارت بها ألسنتهم ? ووردت في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم كل بسنده إلى سهل بن سعد الساعدي ? قال في علي : والله ? إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سماه بأبي تراب ? ولم يكن له اسم أحب إليه منه ( 74 ) فأطلق لفظة " الاسم " على" الكنية ".
* ( هامش ) *
( 74 ) عيون أخبار الرضا ( ? ) 1 / 76 وإكمال الدين 315 .
( 75 ) مر نقل الحديث عن صحيح مسلم 4 / 6874 وصحيح البخاري : 5 / 23 ومصادر أخرى ? فراجع . ( * )
وقول الشاعر :
أجلّ قدركِ أن ?ُسْمَيْ مؤبنةً * ومن كناكِ فقد سماكِ للعربِ (76)
ويروى : " من يصفك " .
فأطلق التسمية على الكناية أو الصفة وهذا شائع ذائع في كلام العرب .
فإذا وضح ما ذكرنا من الأمرين ? فاعلم - أيدك الله - : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان له سبطان . أبو محمد الحسن ? وأبو عبد الله الحسين ? عليهما السلام . ولما كان الحجة الخلف الصالح عليه السلام من ولد أبي عبد الله عليه السلام وكانت كنية الحسين " أبا عبد الله " :
فأطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الكنية لفظ " الاسم " لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه صلى الله عليه وآله وسلم .
وأطلق على الجد لفظة " الأب " .
فكأنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : يواطئ اسمه اسمي - فأنا " محمد " وهو " محمد " - وكنية جده اسم أبي - إذ هو " أبو عبد الله " وأبي " عبد الله " - . لتكون تلك الألفاظ المختصرة جامعة لتعريف صفاته وإعلام أنه من ولد أبي عبد الله الحسين عليه السلام ? بطريق جامع مختصر ? فحينئذ تنتظم الصفات ? وتوجد بأسرها مجتمعة للحجة الخلف الصالح محمد عليه السلام ( 77 ) .
* ( هامش ) *
( 76 ) ديوان المتنبي 1 / 57 ? في رثاء أخت سيف الدولة الحمداني .
( 77 ) الفصول المهمة ? للمالكي ? 292 ? كشف الغمة ? للإربلي 2 / 441 - 443 بتصرف . ( * )
ويمكن أن يقال : إن جملة " واسم أبيه اسم أبي " لم ترد في أصل حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فروى الكنجي ? عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن عاصم الآجري في كتاب " مناقب الشافعي " هذا الحديث ? وقال فيه : زاد زائدة - وذكر زيادة فيها ذلك - . وقد ذكر الترمذي الحديث في " جامعه " ( 78 ) ولم يذكر هذه الجملة . وكذلك أبو داود في معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الأخبار(79).
والذي أضاف جملة " اسم أبيه اسم أبي " هو " زائدة " وهو يزيد في الحديث . قال الإربلي : أما أصحابنا الشيعة فلا يصححون هذا الحديث ? لما ثبت عندهم من اسمه واسم أبيه عليهما السلام . وأما الجمهور فقد نقلوا أن " زائدة " كان يزيد في الأحاديث ? فوجب المصير إلى أنه من زيادته ? جمعا بين الأقوال والروايات ( 80 ) .
5 - الكنية في بعض الأحاديث :
أورد الصدوق في كتابه " عيون أخبار الرضا عليه السلام " الباب 4 ? بعنوان : " نص أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام على ابنه الرضا عليه السلام بالإمامة والوصية " . جاء في الحديث الثاني منه ما نصه : عن علي بن يقطين ? قال : كنت عند أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ? وعنده علي ابنه عليه السلام ? فقال : يا علي ? هذا ابني سيد ولدي وقد نحلته كنيتي ( 81 ) . ومثله الأحاديث 3 ? 4 ? 5 .
* ( هامش ) *
( 78 ) السنن ? للترمذي 4 / 505 رقم 2230 - 2231 .
( 79 ) لاحظ سنن أبي داود 4 / 6 - 107 ? 4282 .
( 80 ) كشف الغمة ? للإربلي 2 / 6 - 77 .
( 81 ) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 21 ? 2 ? 4 . ( * )
ولو صحت النسخة في كلمة " كنيتي " في هذه الأحاديث ? فإن ذلك يشير إلى أهمية الكنية وإلى قبولها للنحلة والهبة ! ! ولكن : 1 - قد يقال : إن المسمى باسم " علي " هو يكنى - عادة - بأبي الحسن ? كما ذكرنا في عنوان " الكنى الغالبة " فما وجه قول الإمام عليه السلام أنه وهب كنيته - وهي أبو الحسن - إلى ابنه - وهو علي أبو الحسن - ? 2 - مع أن الكنية من الأعلام التي توضع على الشخص من أول الأمر ويستحب وضعها له منذ الولادة ? فلاحظ . ومن هذه الجهة قوي لدي احتمال التصحيف في لفظ " كنيتي " في هذه الأحاديث . وأرجح أن يكون الصحيح : " وقد نحلته كتبي " وذلك : 1 - إن الظاهر من الأحاديث ? وعنوان الباب ? أنها بصدد ذكر الأدلة على الإمامة والوصية ? ومن الواضح أن من علامات الإمامة أن تكون الكتب الخاصة عند الإمام ? وهي مصحف فاطمة عليها السلام ? وكتاب علي عليه السلام ? والجفر ? والجامعة ? وغير ذلك ? فالأئمة عليهم السلام يتوارثونها . فيكون الإمام الكاظم عليه السلام قد نص في هذه الأحاديث على وجود تلك الكتب عند ابنه الرضا عليه السلام ? كدليل على إمامته من بعده . 2 - إن ذكر " الكتب " قد جاء في بعض أحاديث ذلك الباب . ففي الحديث 13 ما نصه : لقيت أبا إبراهيم عليه السلام وهو يذهب إلى البصرة ? فأرسل إلي ? فدخلت عليه ? فدفع إلي " كتبا " وأمرني أن أوصلها بالمدينة ? فقلت : إلى من أوصلها ? جعلت فداك ? قال : إلى ابني علي ? فإنه وصيي ? والقيم بأمري ? وخير بني ( 82 ) . وفي الحديث 27 : قال أبو الحسن عليه السلام : علي ابني ? أكبر ولدي ? وأسمعهم لقولي ? وأطوعهم لأمري ? ينظر معي في " كتابي الجفر والجامعة " وليس ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي ( 83 ) .
وقد يستفاد ذلك من الحديث الأول ? ففيه : قال الهاشمي : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ? وقد اشتكى شكاية شديدة ? فقلت له : إن كان ما أسأل الله أن لا يرينا ? فإلى من ? قال : إلى علي ابني ? ? " كتابه كتابي " وهو وصيي ? وخليفتي من بعدي ( 84 ) . وفي الحديث 25 : عن زياد بن مروان القندي ? قال : دخلت على أبي إبراهيم عليه السلام - وعنده علي ابنه - فقال لي : يا زياد ? هذا ? كتابه كتابي ? وكلامه كلامي ? ورسوله رسولي ? وما قال فالقول قوله ( 85 ) .
6 - تناسب الكنية مع الاسم .
ذكر ابن النجار : إنه ولد لبعض الكتاب ولد ? فسماه عليا ? وكناه أبا حفص ? فقال له بعضهم : لم كنيته بأبي حفص ? قال : أردت أن أنغصه على الرافضة ! ! ( 86 ) .
أقول : قد اعترف هذا المخذول ? اعترافا ضمنيا ? بوجود التناقض بين اسم " علي " وكنية " أبي حفص " والذي يبدو على جوابه أنه منفعل ? وأنه نغص على نفسه بعمله هذا ? وشوه ذكر ولده بهذا التصرف الشاذ ? حيث جمع بين ما لا تناسب بينهما ? ولم ينتخب لولده كنية تناسب كرامة الاسم الشريف .
* ( هامش ) *
( 82 ) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 27 ? 13 ? 4 .
( 83 ) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 31 ? 27 ? 4 .
( 84 ) عيون أخبار الرضا عليه السلام ? للصدوق 1 / 21 باب 4 ? 1 .
( 85 ) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 31 ? 4 ? 25 .
( 86 ) ذيل تاريخ بغداد ? لابن النجار 4 / 109 . ( * )
ثانيا - في التفسير : قال السمعاني - في آداب المستملي - مسندا : عن سفيان الثوري ? في قول الله عز وجل : " فقولا له قولا لينا " [ سورة طه 20 الآية 44 ] ? قال : كنياه أبا مرة ( 87 ) . وقال السيوطي في فصل " الكنى في القرآن " : أما الكنى فليس في القرآن منها غير " أبي لهب " واسمه عبد العزى ( 88 ) أي في قوله تعالى : " تبت يدا أبي لهب وتب " [ سورة المسد 111 الآية 2 ] . وقد اعترض بورود كنية " أبي لهب " في القرآن ? على ما ذكرنا سابقا من أن الكنية إنما هي للتكريم . وتصدى العلماء للجواب عن ذلك بوجوه :
1 - أن كنيته غلبت عليه ? فكانت بمنزلة اسمه ? فإذا كانت كذلك لا تستعمل إلا للدلالة على المسمى وتعيينه ? من دون أن تتميز بمزايا الكنية ? كما مضى ? ويأتي ( 89 ).
2 - أنه إنما وضع عليه لحسنه ? وإشراق وجهه ? وكانت وجنتاه كأنهما تلتهبان(90).
3 - للإشارة إلى أنه جهنمي ( 91 ) .
*( هامش ) *
(87 ) أدب الاملاء والاستملاء : 137 .
( 88 ) الإتقان في علوم القرآن 4 / 9 .
( 89 ) أنظر : تأويل مشكل القرآن : 6 - 257 .
( 90 ) مجمع البيان 5 / 559 ومجمع البحرين : 133 مادة ( لهب ) .
( 91 ) الإتقان 4 / 9 . ( * )
4 - أن اسمه كان " عبد العزى " ومن الواضح أن القرآن لا يذكر ذلك لبطلانه ? وحرمته ( 93 ) . وقال السيوطي : اسمه " عبد العزى " فلذلك لم يذكر باسمه ? لأنه حرام شرعا ( 93 ) . أقول : هذا الوجه الأخير غير واضح ? إذ الاسم الموضوع علما على الشخص لا يراد معنى لفظه عند إطلاقه ? وإنما يطلق ليعين المسمى فقط ? فلا وجه لحرمته . مع أن بطلان معناه ? لا يمنع من ذكره إذا كان ذكره نقلا لا تقريرا ? كما هو أوضح من أن يبين ? فكيف يقال بحرمته ? ! ! ( 94 ) .
فالأولى : أن يقال في المقام ( - وهو ما حكاه العلامة الطباطبائي - : إنه لم يذكر باسمه - وهو عبد العزى - لأن " العزى " اسم صنم ? فكره أن يعد - ولو بحسب اللفظ - عبدا لغير الله ? وإن كان الاسم إنما يقصد به المسمى ( 95 ) . ثالثا - في الفقه : تكنية أهل الكتاب : 1 - نقل المجلسي عن " كتاب الاستدراك " : نادى المتوكل - يوما - كاتبا نصرانيا ? فأنكروا كنى الكتابيين ? فاستفتى ? فاختلف عليه فبعث إلى أبي الحسن [ الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام ] . فوقع عليه السلام : " بسم الله الرحمن الرحيم " تبت يدا أبي لهب " [ سورة المسد 111 ? الآية 2 ] . فعلم المتوكل أنه يحل ذلك ? لأن الله قد كنى الكافر ( 96 ) .
* ( هامش ) *
( 92 ) تأويل مشكل القرآن : 6 - 257 والكشاف للزمخشري 4 / 814 .
( 93 ) الإتقان 4 / 9 .
( 94 ) وقد نقل عن السهيلي في " الإعلام بما أبهم في القرآن من الأعلام " وجوه عديدة لذلك ? فراجع : الفتوحات الربانية 6 / 155 .
(95) الميزان في تفسير القرآن 20 / 384 بتصرف ? وانظر . الأذكار النواوية مع الفتوحات الربانية 6 / 154 - 155 .
(96) بحار الأنوار 10 / 391 ? 4 . ( * )
2 - روى عن الطبراني بإسناده إلى أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : لا تصافحوا أهل الكتاب ولا تكنوهم ( 97 ) . وعن أبي نعيم في " الحلية " عن جابر بلفظ : نهى أن نصافح المشركين ? أو يكنوا ? أو يرحب بهم ( 98 ) . أقول : والجمع بين الحديثين ممكن : بحمل الأول على مجرد ذكر الكنية باعتبارها دالة على ذات المسمى ? ومعرفة له ? كما مر في ذكر " أبي لهب " . ويشهد له استشهاد الإمام عليه السلام بخصوص هذه الآية . وبحمل الثاني على ما لو أريد بالكنية تكريمهم وتعظيمهم ? ويشهد له قوله : " أو يرحب بهم " . تكنية المولود : قال المحدث البحراني في ما يستحب فعله بالمولود : ومنها تكنيته ? إلا أن منها ما يستحب ? ومنها ما يكره ( 99 ) . الكنية المستحبة : قال الشهيدان : " ويستحب . . تكنيته " بأبي فلان إن كان ذكرا ? أو أم فلان إن كان أنثى . قال الباقر عليه السلام : إنا لنكني أولادنا في صغرهم مخافة النبز أن يلحق بهم ( 100 ) .
* ( هامش ) *
( 97 ) شمس الأخبار 2 / 4 - 165 .
( 98 ) كشف الأستار 2 / 4 - 165 .
( 99 ) الحدائق الناضرة 25 / 41 .
( 100 ) اللمعة الدمشقية وشرحها الروضة البهية 5 / 444 ? وانظر : الأذكار النواوية مع الفتوحات الربانية 6 / 160 . ( * )
أقول : رواه في الكافي : عن علي بن إبراهيم ? عن أبيه ? عن صالح بن السندي ? عن جعفر بن بشير ? عن سعيد بن خيثم ? عن معمر بن خيثم ? قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام - ضمن حديث - . . . . ( 101 ) . وقد ذكروا في هذا الباب حديث الكليني : عن علي بن إبراهيم ? عن أبيه ? عن النوفلي ? عن السكوني ? عن أبي عبد الله عليه السلام ? قال : من السنة والبر أن يكنى الرجل باسم ابنه ( 102 ) . وروى الكليني عن علي بن إبراهيم ? عن أبيه ? عن الحسين بن خالد ? قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن التهنئة بالولد ? متى هي ? قال : إنه لما ولد الحسن بن علي عليه السلام هبط جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتهنئة في اليوم السابع ? وأمره أن يسميه ويكنيه . . . ( 103 ) . أقول : دلالة هذه الأحاديث على رغبة الشارع في تكنية المولود واضحة ? كما يدل على ذلك جميع ما ورد في الكنية من الحديث ? الذي سنذكره في فصل " علم الحديث " من هذا البحث . كما يقتضي استحباب ذلك التأسي بالنبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام في اتخاذهم للكنى ووضعها لأولادهم واستعمالها .
* ( هامش ) *
( 101 ) الكافي 6 / 19 ? 11 ? وفي المطبوع " خثيم " وهو تصحيف .
( 102 ) الكافي 2 / 162 ? 16 ? وأورده في وسائل الشيعة 15 / 129 باب استحباب وضع الكنية والجعفريات : 189 ? وجامع الأحاديث ? للرازي : 13 ? أنظر : بحار الأنوار 104 / 131 .
( 103 ) الكافي 6 / 33 ? 6 ونقله في الوسائل 15 / 159 ? 2 . ( * )
الكنية المكروهة : قال العلامة في القواعد - في أحكام الولادة - : فإذا كان اليوم السابع سماه ? وكناه مستحبا . . . ولا يجمع بين " محمد " ? " أبي القاسم " ( 104 ) . وقال الفاضل الهندي في شرحه : ( ? ) يستحب أن ( لا يجمع بين " محمد " ? " أبي القاسم " للنهي ? والتأدب معه صلى الله عليه وآله وسلم ? وحرمه ابن حمزة ( 105 ) . وقال الشهيدان : ( ويكره الجمع بين كنيته ) بضم الكاف ( بأبي القاسم وتسميته محمدا ) ( 106 ) . أقول : حكم الأكثر بالكراهة ? استنادا إلى رواية الكليني ? عن علي بن إبراهيم عن أبيه ? عن النوفلي ? عن السكوني ? عن أبي عبد الله عليه السلام : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن أربع كنى : عن أبي عيسى ? وعن أبي الحكم ? وعن أبي مالك ? وعن أبي القاسم - إذا كان الاسم : محمدا - ( 107 ) . بحمل النهي الوارد على الكراهة . وهو ظاهر القواعد حيث عبر بصيغة النهي فقال : " ولا يجمع " كما مر ? وبذلك نعرف أن ما جاء في " كشف اللثام " من شرحه بقوله : " ويستحب أن لا يجمع " غير تام . إذ هو تفسير لا يوافق عبارة العلامة المؤلف ? معنى ? ولا إعرابا : فإن استحباب أن لا يجمع ? لا يستلزم كراهة الجمع ? مع أن " لا " للنهي والفعل مجزوم في كلام العلامة وهي في الشرح للنفي والفعل منصوب ب " أن " . * ( هامش ) *
( 104 ) قواعد الأحكام - المطبوع مع إيضاح الفوائد - 3 / 258 .
( 105 ) كشف اللثام : الجزء الأول ? القسم الثاني ? ? 97 .
( 106 ) اللمعة الدمشقية وشرحها الروضة البهية 5 / 444 ? ومسالك الأفهام 1 / 461 .
( 107 ) الكافي 6 / 21 ? 15 ? والصدوق في الخصال : 250 ? 117 ? والتهذيب للطوسي 7 / 239 ? 16 ? ووسائل الشيعة 15 / 131 ? 29 ? ورواه في دعائم الإسلام مرسلا 2 / 188 ? 683 . ( * )
وأما ابن حمزة ? فقد قال - في أحكام الولادة ? بعد أن عدد المستحبات والمكروهات ما لفظه : والمحظور واحد ? وهو الجمع بين التسمية بمحمد والكنية بأبي القاسم (108).
والظاهر استناده إلى ظاهر النهي ? اللازم حمله على الكراهة ? كما هو واضح . نعم ? روي في الجعفريات ما نصه : بإسناده عن جعفر بن محمد ? عن أبيه ? عن جده علي بن الحسين ? عن أبيه ? عن علي بن أبي طالب عليه السلام ? قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني لا أحل لأحد أن يتسمى باسمي ? ولا يتكنى بكنيتي ? إلا مولود لعلي من غير ابنتي فاطمة عليها السلام ? فقد نحلته اسمي وكنيتي ? وهو محمد بن علي . قال جعفر بن محمد : لعلي : ابن الحنفية ( 109 ) . أقول : لو أعرضنا عن المناقشة في الكتاب وسنده ? لزم حمله على الكراهة ? لعين ما ذكر في الحديث السابق ? وإلا فالإعراض عما ورد فيه من الحكم بالحرمة يوجب سقوطه . هذا ما ورد من طرقنا في هذا الباب ? وما أثبته الأصحاب من الروايات في مصادر الحديث . وأما العامة . فقد رووا بأسانيد عديدة في صحاحهم ومسانيدهم وجوامعهم ? ما يدل على المنع عن الجمع بين الاسم والكنية ? وأكثرها بلفظ : " تسموا باسمي ? ولا تكنوا بكنيتي " كما رووا الترخيص في ذلك أيضا ? ووقع بينهم لرفع هذا التعارض اختلاف كبير .
* ( هامش ) *
( 108 ) الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 315 .
( 109 ) الجعفريات - المطبوع باسم الأشعثيات - : 181 - 182 . ( * )
ونحن نورد أولا ما ورد بطرقهم في الباب ? ثم نذكر وجوه الجمع التي ذكروها ? وما نراه أوفق بالاعتبار منها ? فنقول : قد وردت أحاديث ناهية عن التكنية بكنيته عليه السلام وهي التالية :
1 - قال ابن الأثير : أبو هريرة : إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي . هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود ( 110 ) .
2 - وفي أخرى : جابر بن عبد الله ? قال : ولد لرجل منا غلام فسماه " القاسم " فقلنا : لا نكنيه حتى نسأل النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ? فقال : تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ( 111 ) .
3 - وفي أخرى لأبي داود : عن جابر وحده : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من تسمى باسمي فلا يكتني بكنيتي ? ومن تكنى بكنيتي فلا يتسمى باسمي ( 112 ) . وقد جمع الدولابي هذه الأحاديث في باب عنونه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي " وأخرجها من طريق أبي هريرة وجابر وأنس ( 113 ) .
* ( هامش ) *
( 110 ) جامع الأصول 1 / 277 ? ودلائل النبوة للبيهقي 1 / 162 ? واللمع في أسباب الحديث للسيوطي : 218 رقم 83 ? 194 ? ومسند أحمد 2 / 391 . وانظر مصادر تخريج الحديث التالي .
( 111 ) جامع الأصول 2 / 278 ? والكنى للدولابي 1 / 4 - 5 ? واللمع للسيوطي : ? 195 عن البخاري ? المناقب 4 / 226 ? الأدب 8 / 53 ومسلم ? الآداب 4 / 844 ? وأحمد 3 / 301 . ( 2 / 248 ) وأبو داود ? الأدب 2 / 588 وابن ماجة ? الأدب 2 / 1320 .
( 112 ) جامع الأصول 1 / 279 .
(113) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 4 - 5 ومجمع الزوائد للهيثمي : 8 / 48.(*).
4 - وعن محمد بن أنس بن فضالة الأنصاري الظفري ? قال : أتي بي - وأنا ابن أسبوعين - إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمسح على رأسي ? وقال : " سموه باسمي ولا تكنوه بكنيتي " وفي الحديث : إنه شاب رأسه كله ?
فما شاب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رأسه ( 114 ) .
5 - وعن محمد بن عمرو بن حزم : إنه تكنى بأبي القاسم : فسمعه الأنصار فقالوا له : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من تسمى باسمي فلا يتكن بكنيتي " . قال : فحولت كنيتي ? فتكنيت بأبي عبد الملك ( 115 ) . وقد أصبحت مسألة الجمع بين اسم النبي " محمّد" صلى الله عليه وآله وسلم وكنيته " أبي القاسم " موردا للبحث. حتى ألف محمد بن عبد الرؤوف المناوي الحنفي ( ? 1031 ) في ذلك كتابا باسم " الروض الباسم في الكلام على التكني بأبي القاسم " ( 116 ) . وقد جعل ابن الأثير الجمع بين ذلك الاسم الشريف وتلك الكنية الكريمة من مختصات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( 117 ) . لكن الصفدي اعترض عليه في ذلك طويلا ? ومما قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي " مراده : لا يقال لأحد من أمته : " محمد أبو القاسم " . على أن الفقهاء اختلفوا في التكني بأبي القاسم ? على ثلاثة مذاهب :
1 - فذهب الشافعي - ومن وافقه - إلى أن لا يحق لأحد أن يكتني به ? سواء كان اسمه محمدا ? أو غيره .
2 - وذهب مالك إلى أنه يجوز التكني به لمن اسمه محمد ? ولغيره .
* ( هامش ) *
( 114 ) دلائل النبوة للبيهقي 6 / 214 .
( 115 ) الكنى للدولابي 1 / .
( 116 ) يوجد الكتاب في الظاهرية في المجموع 3863 عام ? مجاميع 127 ? كما في فهرس مجاميع الظاهرية : 673 .
( 117 ) المثل السائر 1 / 67 . ( * )
3 - وذهب بعضهم إلى أنه يجوز لمن لم يكن اسمه محمدا ? ولا يجوز لمن اسمه
محمد . قال الرافعي : يشبه هذا الثالث أن يكون أصح لأن الناس ما زالوا يكتنون به في جميع الأعصار ولا إنكار . قال الشيخ محيي الدين النووي : وهذا الذي قاله صاحب هذا المذهب فيه مخالفة لظاهر الحديث ? لإطباق الناس على فعله ? مع أن المكتنين به من الأئمة الأعلام ? وأهل الحل والعقد ? والذين يقتدى بهم في الدين . وفيه تقوية لمذهب مالك في جوازه مطلقا . ويكونون قد فهموا النص مختصا بحياته صلى الله عليه وآله وسلم ? لما هو مشهور من سبب النهي من اكتناء اليهود بأبي القاسم ? ومناداتهم " يا أبا القاسم " طلبا للإيذاء ? وهذا المعنى قد زال . إنتهى . قال الصفدي : قلت . وممن تكنى بأبي القاسم : محمد بن الحنفية ? يقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام : سيولد لك بعدي غلام ? وقد نحلته اسمي وكنيتي ( 118 ) . ومحمد بن أبي بكر ? ومحمد بن طلحة ? ومحمد بن سعد بن أبي وقاص ? ومحمد بن عبد الرحمن بن عوف ? ومحمد بن جعفر بن أبي طالب ? ومحمد بن حاطب بن أبي بلتعة ? ومحمد بن الأحنف بن قيس ( 119 ) .
أقول : في دلالة هذه الروايات على حرمة الجمع بين الاسم والكنية نظر ? لإجماع الأمة على عدم التحريم . ولو كانت نصا في الحرمة ? لما انعقد مثل هذا الاجماع . ولو فرض دلالتها على حرمة الجمع ? لزم تخصيص ذلك بعهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ? وعصره ? وذلك بالنظر إلى الأمور التالية :
* ( هامش ) *
( 118 ) جامع الأصول ? لابن الأثير 1 / 280 .
( 119 ) نصرة الثائر : 3 - 75 ? وانظر : كلام النواوي ? والرافعي ? في الأذكار النواوية وشرحه الفتوحات الربانية 6 / 148 - 154 . ( * )
1 - ترخيص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الجمع بين اسم " محمد " وكنية " أبي القاسم " . وقد عنون الدولابي بابا بعنوان " رخصة النبي من الجمع بين اسمه وكنيته " ( 120 ) قال القاضي نعمان : نهى عن ذلك سائر الناس ? ورخص فيه لعلي عليه السلام ( 121 ) . وقد عرفنا في رواية " الجعفريات " استثناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك التحريم ? بقوله : إني لا أحل لأحد أن يتسمى باسمي ? ولا يتكنى بكنيتي ? إلا مولود لعلي عليه السلام من غير ابنتي فاطمة عليها السلام ? فقد نحلته اسمي وكنيتي ? وهو محمد بن علي ( 122 ) . وقد مرت عدة نصوص في فصل " العقائد " . وهناك ترخيص آخر منه صلى الله عليه وآله وسلم للمهدي عليه السلام بالجمع بين اسمه وكنيته : روى القاضي ? قال : قال : المهدي من ولدي ? يضاهي اسمه اسمي ? وكنيته كنيتي " ( 123 ) . وقد عرفنا - في فصل " العقائد " - أن كنية المهدي عليه السلام هي " أبو القاسم " واسمه " محمد " .
2 - تكني كثير من أولاد الصحابة ممن اسمه " محمد " بأبي القاسم ? وقد أورد أسماءهم الصفدي ? والدولابي ( 124 ) .
مع كون ذلك في مرأى من الصحابة ومسمع ?
* ( هامش ) *
( 120 ) الكنى والأسماء ? للدولابي 1 / 5 - 6 .
( 121 ) دعائم الإسلام 2 / 188 ? 683 .
( 122 ) الأشعثيات 182 - 191 .
( 123 ) دعائم الإسلام 2 / 188 ? 683 .
( 124 ) نصرة الثائر : 3 - 75 ? والكنى والأسماء 1 / 6 . ( * )
ومنهم " محمد بن أبي بكر " ربيب أمير المؤمنين عليه السلام ووليه . ولا ريب أن سكوته عليه السلام عن ذلك تقرير لجوازه ? فلاحظ .
3 - أن سبب المنع قد زال بانقضاء عهد النبوة ? كما عرفت في كلام النووي . لكن ثبوت كون ذلك سببا محل تأمل ? لعدم وروده بطريق واضح . أقول : إن ملاحظة هذه الأمور تعطينا ظنا بأن المنع كان خاصا بعهده صلى الله عليه وآله وسلم ? وأن الحرمة - على فرض ثبوتها - قد زالت بعده . ويؤيد ذلك كله - قبل إجماع الأمة على عدم الحرمة - ما دل على كراهة ذلك . ولعل حكمة المنع في عصره هو الحد من اشتراك أحد مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الاسم والكنية ? لأداء ذلك إلى الاشتباه في النقل بين الرسول وبين ذلك المسمى والمكنى ? وفي ذلك ما لا يخفى من التغرير والإيقاع في الشبهة ? فكان المنع من الجمع بين اسمه وكنيته لأحد من أمته أفضل طريق لقطع ذلك التشابه . ومن الواضح اختصاص ذلك الاشتباه بعصره ? وحال حياته صلى الله عليه وآله وسلم ? وارتفاعه بعد وفاته ? فلا تبقى الحرمة . لكن مقتضى " التأدب معه صلى الله عليه وآله وسلم " هو الامتناع عن الجمع بين اسمه وكنيته ? كما عللت الكراهة بذلك ( 125 ) .
( 125 ) كشف اللثام 1 ? 2 / 97 .
ويؤيد ذلك أنا لم نجد أحدا من مشاهير الرواة وأعلام الأمة ? قد تسمى بمحمد ? ممن كنيته أبو القاسم .
رابعا - في علم الحديث الشريف : لقد كثرت الأحاديث الشريفة المرتبطة بموضوع الكنية والتي تدل على ميزات كثيرة وأحكام عديدة للكنية ? نعرضها هنا ونشير إلى ما يدل عليه كل حديث . الحديث الأول - عن معمر بن خيثم ? قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : ما تكنى ? قال : قلت : ما اكتنيت بعد ? وما لي من ولد ? ولا امرأة ولا جارية . قال : فما يمنعك من ذلك ? قال : قلت : حديث بلغنا عن علي عليه السلام قال : من اكتنى وليس له أهل ? فهو أبو جعفر ( 126 ) . فقال أبو جعفر عليه السلام : شوه ? ليس هذا من حديث علي عليه السلام ? إنا لنكني أولادنا في صغرهم مخافة النبز أن يلحق بهم ( 127 ) . وهذا يدل على استحباب تكنية الولد .
الحديث الثاني - عن أبي عبد الله عليه السلام ? قال : من السنة والبر أن يكنى الرجل باسم ابنه (128) . * ( هامش ) *
( 126 ) الجعر : النجو .
( 127 ) الرسائل 15 / 129 ? 27 ? 1 ? عن الكافي 2 / 87 وتهذيب الأحكام 2 / 236 ? ورواه الدولابي في الكنى 2 / 119 عن معمر بن خيثم ? وليس فيه ذكر حديث علي عليه السلام ? وفيه : " مخافة اللقب " بدل " مخافة النبز " ? وأضاف : أنا أكنيك ? أنت أبو محمد .
( 128 ) الوسائل 15 / 129 ? 27 ? 2 ? عن الكافي . ورواه القمي في جامع الأحاديث : 13 وفيه . " يتكنى " بدل " يكنى " وقد مر من مصادر أخرى . ( * )
وهو يدل على استحباب التكنية باسم الولد خاصة ? وإذا كانت التكنية مطلقا مستحبة ? فهذا الحديث يدل على تأكد الاستحباب باسم الابن ? فيتضاعف الاستحباب بالتكنية باسم الابن .
الحديث الثالث - عن أبي جعفر عليه السلام ? قال لابن صغير : ما اسمك ? قال : محمد . قال : بم تكنى ? قال : بعلي . فقال أبو جعفر عليه السلام : لقد احتظرت من الشيطان احتظارا شديدا ? إن الشيطان إذا سمع مناديا ينادي " يا محمد " أو " يا علي " ذاب كما يذوب الرصاص ? حتى إذا سمع مناديا ينادي باسم عدو من أعدائنا اهتز واختال ( 129 ) .
وهذا الحديث يدل على استحباب التسمية بأسماء أولياء الله والتكنية بكناهم ? وكراهة التسمية بأسماء أعداء الله والتكنية بكناهم ? ويدل - أيضا - على استحباب النداء بأسمائهم سلام الله عليهم .
الحديث الرابع - وفي خبر " عنوان البصري " - وهو حديث طويل ? جاء قال له الصادق عليه السلام : ما كنيتك ? قال : أبو عبد الله . قال عليه السلام : ثبتك الله على كنيتك ( 130 ) .
* ( هامش ) *
( 129 ) وسائل الشيعة 15 / 131 ? عن الكافي 4 / 87 .
( 130 ) بحار الأنوار : 1 / 225 ? 17 . ( * )
الحديث الخامس - عن زرارة ? قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام ? يقول : إن رجلا كان يغشى علي بن الحسين عليه السلام ? وكان يكنى " أبا مرة " ? فكان إذا استأذن عليه يقول : " أبو مرة بالباب " . فقال له علي بن الحسين عليه السلام : بالله ? إذا جئت إلي ثانيا فلا تقولن " أبو مرة " ( 131 ) .
ويدل هذا الحديث على ما دل عليه الحديث السابق ? لأن " أبا مرة" هو كنية الشيطان. قال ابن الأثير : أبو مرة هو أشهر كنى إبليس ? وهو كنية فرعون أيضا ( 132 ) .
الحديث السادس - عن أبي عبد الله عليه السلام ? أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن أربع كنى : عن أبي عيسى ? وعن أبي الحكم ? وعن أبي مالك ? وعن أبي القاسم إذا كان الاسم محمدا ( 133 ) .
الحديث السابع - وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث طويل - قال : لا تسموا أولادكم بالحكم ? ولا أبا الحكم ? فإن الله هو الحكم ( 134 ) .
* ( هامش ) *
( 131 ) الوسائل 15 / 131 ? عن الكافي 4 / 87 .
( 132 ) المرصع : 302 ? وقد مر في فصل " التفسير " أيضا .
( 133 ) الوسائل 15 / 131 والخصال للصدوق : 250 ? وقد مضى بحث حول التكنية بأبي القاسم .
( 134 ) الوسائل 5 / 319 كتاب الصلاة ? أبواب المساكن ? الباب 4 ? 6664(*).
الحديث الثامن - لما وفد هانئ بن يزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع قومه ? فسمعهم يكنونه " أبا الحكم " فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إن الله هو الحكم ? وإليه الحكم ? فلا تكن " أبا الحكم " . فقال : إن قومي ? إذا اختلفوا في شئ أتوني ? فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين . فقال : ما أحسن هذا ! فما لك من الولد ? قال : لي شريح ? وعبد الله ? ومسلم . قال : فن أكبرهم ? قال : شريح .
قال : فأنت أبو شريح ? ودعا له ولولده ( 135 ) .
الحديث التاسع - عن أبي البختري ? عن أبي عبد الله عليه السلام ? عن أبيه الكاظم عليه السلام ? قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ثلاثة من الجفاء : أن يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته . وأن يدعى الرجل إلى طعام ? فلا يجيب ? أو يجيب فلا يأكل . ومواقعة الرجل أهله قبل المداعبة ( 136 ) .
الحديث العاشر - وروى المروزي في مسند الإمام الكاظم عليه السلام . . . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا أحب أخاه فليسأله عن اسمه ? وكنيته ? ولقبه ? . . . ( 137 ) .
الحديث الحادي عشر - روى البيهقي بسنده ? قال صلى الله عليه وآله وسلم : أهل الجنة ليست لهم كنى ? إلا آدم ? فإنه يكنى بأبي محمد ? توقيرا وتعظيما ( 138 ).
الحديث الثاني عشر - عن الصادق أبي عبد الله عليه السلام ? قال : يعتبر عقل الرجل في ثلاث : في طول لحيته ? وفي نقش خاتمه ? وفي كنيته ( 139 ) .
*( هامش ) *
( 135 ) الكنى والأسماء ? للدولابي 1 / 74 .
( 136 ) قرب الإسناد ? للحميري : 74 .
( 137 ) مسند الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : ( ? 46 ) ? ( 20 ) .
( 138 ) دلائل النبوة ? للبيهقي 5 / 489 ? ونوادر الراوندي : 9 - 10 ? وانظر اليقين - لابن طاوس - : 32 .
( 139 ) بحار الأنوار 1 / 107 . ( * )
خامسا - في علم مصطلح الحديث :
لقد اهتم علماء مصطلح الحديث اهتماما بالغا بالكنية : 1 - قال ابن الصلاح في النوع الموفي خمسين من أنواع الحديث : " معرفة الأسماء والكنى " . وقال : هذا فن مطلوب لم يزل أهل العلم بالحديث يعنون به ويتحفظونه ويتطارحونه فيما بينهم وينتقصون من جهله . وقال : وقد ابتكرت فيه تقسيما حسنا ( 140 ) .
وذكر الأقسام التالية ? ونحن نذكرها باختصار :
الأول - الذين سموا بالكنى ? فنهم من له كنية أخرى سوى اسمه فصار كأنه كنية للكنية ? وذلك طريف عجيب ? مثل أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي اسمه أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن ( 141 ) . ومنهم من لا كنية له مثل أبي حاتم الرازي ? قال : " اسمي وكنيتي واحد " ( 142 ) . أبو طالب : قال ابن قتيبة في مشكل القرآن [ أنظر : 1 / 185 من كتاب القرطين ] : " وربما كان للرجل الاسم والكنية ? فغلبت الكنية على الاسم ? فلم يعرف إلا بها ? كأبي طالب ? وأبي ذر ? وأبي هريرة ? ولذلك كانوا يكتبون : " علي بن أبو طالب " لأن الكنية بكمالها صارت اسما . وحظ كل حرف الرفع ما لم ينصبه ? أو يجئ حرف من الأدوات أو الأفعال . فكأنه حين كني قيل : " أبو طالب " ثم ترك كهيئته ? وجعل الاسمان واحدا ( 143 ) .
* ( هامش ) *
( 140 ) مقدمة ابن الصلاح : 8 - 509 .
( 141 ) مقدمة ابن الصلاح : 509 .
( 142 ) مقدمة ابن الصلاح : 510 .
( 143 ) تأويل مشكل القرآن : 6 - 257 ? والرسالة للشافعي - تحقيق شاكر - : 89 ه 3 . ( * )
وقال العمري النسابة : " أبو طالب " اسم عبد مناف .
قالوا : بل اسمه كنيته ? ورويت عن أبي علي النسابة - وله " مبسوط " يعمل به - أنه كان يرى ذلك ? ويزعم : أنه رأى خط علي عليه السلام : " وكتب علي بن أبو طالب " . والصحيح الأول ( 144 ) .
الثاني مما ذكره ابن الصلاح من أقسام الكنية : الذين عرفوا بكناهم ? ولم يوقف على أسمائهم ? مثل : أبو أناس الصحابي ? وأبو شيبة الخدري الذي مات بساحل القسطنطينية ودفن هناك ? وأبو حرب بن أبي الأسود الدئلي ( 145 ) .
الثالث من تلك الأقسام . الذين لقبوا بالكنى ولهم غير ذلك كنى وأسماء : وقد ذكرنا نحن سابقا أن من الكنى ما أصبح لقبا لصاحبه ? وذكرنا بعضها وأضف على ذلك : أبا الزناد ? وأم المساكين لبعض أمهات المؤمنين .
الرابع : من له كنيتان ? أو أكثر : مثل عبد الله بن الزبير ? فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كناه بأبي بكر ? وهو جده لأمه ? ولما ولد له ولد سماه " خبيبا " وتكنى به ( 146 ) . وقال ابن الأثير - في من له كنيتان - : وبعضهم تكون له كنيتان في حالين ? كعامر بن الطفيل ? يكنى في السلم بأبي علي ? وفي الحرب بأبي عقيل ( 147 ) . وعطاء بن يسار ? له ثلاث كنى ? فكنيته أبو محمد ? وقدم الشام فكانوا يكنونه بأبي عبد الله ? وقدم مصر فكانوا يكنونه بأبي يسار ( 148 ) .
* ( هامش ) *
( 144 ) المجدي في الأنساب : 7 ? وانظر : الكشاف للزمخشري 4 / 814 .
( 145 ) المقدمة ? لابن الصلاح : 10 - 511 .
( 146 ) المرصع : 2 - 43 ? والمقدمة ? لابن الصلاح : 513 .
( 147 ) المرصع : 48 .
( 148 ) الأربعون حديثا ? للبكري : 119 . ( * )
وأبو إسحاق السبيعي ? عمرو بن عبد الله ? له ثلاث كنى : أبو بشر ? وأبو عمارة ? وأبو عمرو . وقيل - أيضا - : أبو الطفيل ? قاله ابن عبد البر ( 149 ) .
الخامس : من اختلف في كنيته .
السادس : من عرفت كنيته ? واختلف في اسمه . السابع : من اختلف في كنيته واسمه ? معا .
الثامن : من لم يختلف في كنيته ولا اسمه ? وعرفا معا.
التاسع : من شهر بكنيته دون اسمه ( 150 ) .
ثم ذكر ابن الصلاح " النوع الحادي والخمسين : معرفة كنى المعروفين بالأسماء " وقال : وهذا من وجه . . . يصح لأن يجعل قسما من أقسام النوع الذي قبله من حيث كونه قسما من أقسام أصحاب الكنى ( 151 ) . وقال ابن كثير في النوع 48 : معرفة من له أسماء متعددة ? فيظن بعض الناس أنهم أشخاص متعددة ? أو يذكر ببعضها أو بكنيته ? فيعتقد من لا خبرة له أنه غيره ? وأكثر ما يقع ذلك من المدلسين ? يغربون به على الناس ? فيذكرون الرجل باسم ليس هو مشهورا به ? أو يكنونه ? يهموه على من لا يعرفها ( 152 ) .
الكنية والإملاء :
قال السمعاني - في آداب المستملي - : أن يكني المملي في خطابه ? ولا يسميه . ( 153 )
* ( هامش ) *
( 149 ) الأربعون حديثا ? للبكري : 123 .
( 150 ) المقدمة لابن الصلاح : 516 .
( 151 ) المقدمة لابن الصلاح : 518 .
( 152 ) الباعث الحثيث : 3 - 204 .
( 153 ) أدب الاملاء والاستملاء : 137 . ( * )
سادسا - في علم الرجال : وفي علم الرجال ورواة الحديث ? يبدو للكنية أثر علمي مهم ? وآخر عملي أهم .
1 - قال الشيخ الدربندي : من المهم معرفة كنى المسمين ممن اشتهر باسمه ? وله كنية ? لا يؤمن أن يأتي في بعض الروايات مكنى ? لئلا يظن أنه آخر . ومعرفة أسماء المكنين ? وهو عكس الذي قبله . ومعرفة من اسمه كنيته ? وهو قليل . ومعرفة من كثرت كناه أو كثرت نعوته وألقابه . ومعرفة من وافقت كنيته اسم أبيه ? وفائدة معرفته نفي الغلط عمن نسبه إلى أبيه . أو وافقت كنيته كنية زوجته ? كأبي أيوب وأم أيوب الأنصاريان ? صحابيان مشهوران . أو وافق اسم شيخه اسم أبيه ? كابن أنس عن أنس ? فيظن أنه يروي عن أبيه .
وهكذا من المهم معرفة من نسب إلى غير أبيه ? كالمقداد بن الأسود نسب إلى الأسود لأنه تبناه ? وإنما هو المقداد بن عمرو ( 154 ) .
( 154 ) القواميس - قسم الدراية - : الورقة 21 ? 22 . ( * )
وقد مضى في فصل " مع علم مصطلح الحديث " ذكر لبعض هذه الأمور .
2 - قال السيد بحر العلوم في " فوائده الرجالية " الفائدة 8 : " أبو عبد الله " الذي يروي عنه الشيخ رحمه الله في " الفهرست " مشترك بين : محمد بن محمد بن النعمان ? المفيد ? والحسين بن عبيد الله الغضائري ? وأحمد بن عبدون . فإن كلهم يكنى : " أبا عبد الله " وقد وقع إطلاق ذلك في كثير من المواضع ? لكن الذي يقضي به كلام الشيخ رحمه الله إرادة " المفيد " من ذلك حيث أطلق ? فإنه - وإن ذكر غيره - إلا أنه على سبيل الندرة ? فينصرف الاطلاق إلى الشائع المعروف المعلوم من تتبع استعمالاته . مع أن هذا الاشتراك لا يضر ? لاشتراك الجميع في التوثيق ? عند التحقيق ( 155 ) .
3 - أورد المعلق على " مجمع الرجال " القصة التي نقلناها في القسم الأول من هذا البحث بعنوان " الكنية للاحترام " رقم 1 عن " الإرشاد " للشيخ المفيد ? وقال : فظهر أن ذكر الرجل بالكنية لا يكون إلا مع اعتبار زائد حتى قد يصير سببا لاعتباره في حديثه ( 156 ) .
4 - إن كثيرا من الرواة يذكرون في الأسانيد بكناهم ? من دون ذكر أسمائهم ? فيظن من لا يقف على كناهم - إذا ذكروا بأسمائهم - أنهم مجهولون ? أو أن المكنى غير المسمى ? ويحكم بكون الحديث " معللا " من هذه الجهة ? وإليك أمثلة لذلك :
1 - إن الصدوق يروي في كتاب " الفقيه " عن " أبي علي ابن راشد " وفي " المشيخة " التي عقدها لذكر أسانيده إلى الرواة ? لم يذكر سندا له إلى الراوي المكنى ب " أبي علي ابن راشد " فظن بعض من لا خبرة له ? أن حديث " أبي علي ابن راشد " في الفقيه من المراسيل ? لعدم وجود سند للصدوق إليه . بينما الصدوق قد أثبت في " المشيخة " سنده إلى الرجل في عنوان اسمه ?
* ( هامش ) *
( 155 ) رجال السيد بحر العلوم 4 / 108 .
( 156 ) مجمع الرجال 7 / 2 الهامش . ( * )
فإنه هو الحسن بن راشد المكنى ? " أبي علي " وللصدوق إليه سند صحيح (157).
2 - مثال آخر : روى الشيخ الطوسي بسنده عن : سعد ? عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ? عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ? عن " محمد بن علي بن أبي عبد الله " ? عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ? قال : سألته عما يخرج من البحر من اللؤلؤ والياقوت والزبرجد ? وعن معادن الذهب والفضة ? هل فيها زكاة ? فقال : إذا بلغ قيمته دينارا ففيه الخمس . قال الحر العاملي : رواه المفيد في " المقنعة " عن الصادق عليه السلام مرسلا نحوه . ورواه الكليني . . . ورواه الصدوق ? وفي " المقنع " أيضا وترك ذكر " المعادن " ( 158 ) .
أقول : استدل الحلبي بهذه الرواية لتحديد النصاب في وجوب الخمس في المعادن بدينار . وقد رد عليه سيدنا الأستاذ بوجوه ? ثانيها : أن الرواية ضعيفة السند ب " محمد بن علي بن أبي عبد الله " فإنه مجهول ? بل لم يرو عنه في مجموع الفقه إلا روايتان : إحداهما هذه التي يروي عنه [ فيها ] البزنطي ? والأخرى ما يروي عنه علي بن أسباط ( 159 ) . * ( هامش ) *
( 157 ) من لا يحضره الفقيه 4 المشيخة 83 .
( 158 ) وسائل الشيعة 6 / 343 كتاب الخمس - أبواب ما يجب فيه الخمس - باب 3 حديث 5 .
( 159 ) مستند العروة الوثقى - كتاب الخمس - : 43 . ( * )
أقول : ذكره سيدنا الأستاذ في معجم رجاله برقم 11272 بعنوان : " محمد بن علي بن أبي عبد الله " وقال : روى عن أبي الحسن ? وروى عنه أحمد بن محمد بن أبي نصر . وأشار إلى : التهذيب ? 4 باب الخمس والغنائم ? الحديث 356 ? ورواها في باب الزيادات ? الحديث 392 ? وهو الحديث المبحوث عن سنده هنا . قال : وروى عنه علي بن أسباط . وأشار إلى : الكافي ? الجزء 3 كتاب الصلاة 4 ? باب النوادر 100 ? الحديث 12 ? والتهذيب ? الجزء 2 باب كيفية الصلاة وصفتها ? الحديث 452 ( 160 ) . وأقول : حيث أن الغالب في الأسانيد هو ذكر الراوي بالاسم الثنائي ? أي بذكر اسمه واسم أبيه ? وقد تضاف كنيته هو ? أو لقبه ? أو نسبته إلى عمل أو قبيلة أو بلد ? كل ذلك للتمييز . أما ذكر ?دّه بالاسم ? فهو قليل ? وأما ذكر جدّه بالكنية فهو أقلّ ? بل نادر ? إلا في القرون المتأخّرة عن عصر " تحديد النصوص " ? (161).
وبملاحظة ما كان في نفسي من التحسّس تجاه الكنية تصوّرت أنّ ذكر جدّ الراوي بكنيته يدل على أنّ له شأنا ? ولا بدّ أن يكون شخصا ذا أهميّة في نظر المؤلفين والرواة حيث عمدوا إلى نسبة الراوي إلى جدّه المذكور بالكنية ! خاصة أن الأمور المضافة على الاسم الثنائي للراوي ? إنما تضاف للتمييز ومزيد التعريف به ? كما أشرنا .
* ( هامش ) *
( 160 ) معجم رجال الحديث - الطبعة الأولى - 16 / 343 .
( 161 ) اصطلحنا بتحديد النصوص على ما انتهت إليه أمور الأمة بانقطاعها عن الأئمة عليهم السلام ? ودخولها في عهد غيبة الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عليه السلام ? وذلك سنة 329 ? فقد انتهى عهد ورود النصوص المباشرة ? وبدأ العلماء بتأليف تلك النصوص وتحديدها في المؤلفات الجامعة وأول ما ألف هو كتاب " الكافي " للكليني الذي تم تأليفه في عهد الغيبة الصغرى ? ولاحظ ما كتبناه عن ذلك في بعض بحوثنا الحديثية . ( * )
وبحثت عن المكنين " بأبي عبد الله " في طبقة جد الراوي المذكور ? ممن يكون له ولد باسم " علي " ومس يهتم به فيذكر بكنيته ! ! . فوجدت أن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ? المعروف في الحديث بكنيته " أبي عبد الله " - كما عرفنا سابقا - هو في طبقة جد هذا الراوي . والإمام أبو عبد الله عليه السلام له ولد اسمه " علي " وهو علي بن جعفر أبو الحسن العريضي . ولجأت إلى كتب الأنساب لأعرف عن أولاد علي بن جعفر العريضي ? وهل فيهم من يسمى " بمحمد " ? ممن يروي الحديث ? وفي طبقة هذا الراوي ? فوجدت ما يلي : قال أبو نصر البخاري : أبو الحسن ? علي بن جعفر ? هو العريضي . . . ولد : محمدا ? وحسنا ( 162 ) . وقال ابن عنبة : علي العريضي ابن جعفر الصادق عليه السلام ? يكنى أبا الحسن . . . وكان يرى رأي الإمامية . . . فأعقب من أربعة رجال : محمد ? وأحمد الشعراني ? والحسن ? وجعفر الأصغر ( 163 ) . وقال ابن حجر - في ترجمة علي العريضي - : روى عنه ابناه محمد وأحمد ( 164 ) . وقال ابن طباطبا - في ناقلة " عريض " - : أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد . . . عقبه من أربعة رجال : محمد الأكبر . . . ( 165 ) . وذكروا - أيضا - " محمدا " في المواضع الخاصة به في كتبهم ( 166 ) .
فتحصّل : أن " محمد بن علي بن جعفر " هو حفيد الإمام الصادق أبي عبد الله عليه السلام . * ( هامش ) *
( 162 ) سر السلسلة العلوية : 8 - 49 .
( 163 ) عمدة الطالب : 1 - 242 .
( 164 ) تهذيب التهذيب 7 / 593 .
( 165 ) منتقلة الطالبية : 224 .
( 166 ) عمدة الطالب : 4 - 245 ? ومنتقلة الطالبية 311 . ( * )
فهل هذا الراوي ? المسمى " محمد بن علي بن أبي عبد الله " المبحوث عنه، هو حفيد الإمام ? وأن الإمام ذكر بكنيته ? ! .
وهنا عدت إلى كتب الرجال : فوجدت " محمد بن علي بن جعفر " عنونه - كذلك - الشيخ الطوسي في أصحاب الرضا عليه السلام ? في حرف الميم ? برقم 5 وبرقم 19 وبرقم 44 ( 167 ) . وقال في المورد الثاني برقم 19 : محمد بن علي بن جعفر : ابن عمه عليه السلام ( 168 ) . لكن هذا المورد لم يرد في النسخة المخطوطة القيمة من كتاب الرجال ( 169 ) . وأما الموردان الآخران : فقد نقلهما القهپائي في رجاله ? بإضافة جملة " عليه السلام " ( 170 ) . مما يدل على أن المراد ( بجعفر ) في عمود نسب الراوي هو الإمام الصادق عليه السلام ? حيث أن جملة التحية لا يذكرونها مع اسم غير الإمام - عادة - . وقد عنونه - كذلك - السيد الأستاذ ? نقلا عن رجال الشيخ ? من دون ذكر المورد الثاني ( 171 ) .
ورجعت إلى كتب الحديث : فوجدت رواية " محمد بن علي بن جعفر " عن الإمام الرضا عليه السلام ? والراوي عنه - في هذا المورد - هو " علي بن أسباط " . أنظر : الكافي ? الجزء 6 كتاب الطلاق 2 باب 30 ? 2 . وعلي بن أسباط ? هو الراوي عن " محمد بن علي بن أبي عبد الله " كما عرفنا في بداية هذه الفقرة .
* ( هامش ) *
( 167 ) رجال الطوسي : 386 ? 387 ? 390 .
( 168 ) رجال الطوسي : 387 . ( 169 ) هي نسخة المتحف البريطاني ? ومصورتها عند السيد الطباطبائي - بقم .
( 170 ) مجمع الرجال 5 / 268 .
( 171 ) معجم رجال الحديث 16 / 352 . ( * )
ثم لاحظت : أن " محمد بن علي بن أبي عبد الله " الراوي عن الإمام الرضا عليه السلام في الحديث المبحوث عنه ? لم يذكر بهذا العنوان في أصحاب الرضا عليه السلام من كتب الرجال ! مع أن الشيخ الطوسي أورد روايته عنه ! فمن البعيد إهماله له وعدم ذكره إياه . وباجتماع هذه الملاحظات : حصل لدي اطمئنان بأن " محمد بن علي بن أبي عبد الله " هو " محمد بن علي بن جعفر عليه السلام " وهو حفيد الإمام الصادق عليه السلام . وعلى ذلك : فليس الرجل مجهولا ? وليست روايته قليلة منحصرة بالموردين في كلام السيد الأستاذ ( 172 ) . بل هو محمد الأكبر ابن علي العريضي ابن الإمام الصادق عليه السلام ? وله رواية بعنوان " أبيه " برواية أبنائه في الكافي 1 / 336 . وقد كان علي العريضي إماميا صحيح الاعتقاد ? كما يظهر من ترجمته ( 173 ) . ويظهر من روايات أولاده ? واتصالهم بالأئمة عليهم السلام أنهم كانوا على ذلك . مثال ثالث : اشتبه الذهبي فعنون ل " أبي الذارع " وظنه كنية لوالد إسماعيل بن أبي الذارع .
*( هامش ) *
( 172 ) وله رواية في الكافي 6 / 503 ? 38 وقد روى هو عن الرضا عليه السلام وروى عنه موسى بن عبد الله .
( 173 ) لاحظ ما كتبناه في ترجمة علي العريضي بعنوان " أبو الحسن العريضي " وقد طبع في مقدمة كتابه " المسائل " . ( * )
وقد اعترض عليه ابن حجر ? فقال : وليس كذلك ? وإنما هو : " ابن أبي " بضم الهمزة ? وتخفيف الموحدة ? وتشديد التحتانية . والوازع - لا الذارع - هي صفة لأبي ? وكنيته أبو عباد ( 174 ) .
مثال رابع : كثيرا ما يشتبه المحدثون والرجاليون في ذكر كنية " ابن جريح " - بالحاء المهملة - بينما هي : " ابن جريج " - بالجيم - واسمه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ? المكي . وقد ترجمه ابن حجر في حرف العين ( 175 ) وفي الكنى ( 176 ) . وذكره الشيخ الطوسي في الرواة عن الصادق عليه السلام ( 177 ) وأورد ابن عساكر روايته ( 178 ) .
وقد تنبه السيد الأستاذ إلى الصواب في اسم الرجل ? فذكر أنه من رواة العامة ? لكنه عنونه ب " عبد الملك بن جريح " ( 179 ) ? وفي الكنى ب " ابن جريح " بالحاء المهملة ( 180 ) . وصار أخيرا إلى أنه هو : عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج - بالجيم - الذي ترجمه ابن حجر ( 181 ) .
* ( هامش ) *
( 174 ) لسان الميزان 1 / 404 .
( 175 ) تقريب التهذيب 1 / 520 رقم 1324 .
( 176 ) تقريب التهذيب 2 / 499 رقم 7 .
( 177 ) رجال الطوسي : 233 رقم 162 .
( 178 ) تاريخ دمشق - ابن عساكر - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام - 20 رقم 4 ? ? 26 .
( 179 ) معجم رجال الحديث 11 / 21 رقم 7291 .
( 180 ) معجم رجال الحديث 22 / 202 رقم 1505 .
( 181 ) معجم رجال الحديث 11 / 23 . ( * )
أقول : ما صار إليه أخيرا هو الصواب ? ولكن النسخة المطبوعة من رجاله وقع فيها ما ذكرناه من التشويش ? والعهدة في ذلك على كتابه دام ظله أو طابعي كتابه . كما وردت هذه الكنية مصحفة في كثير من الأسانيد . مثال خامس : في الحديث : عن محمد بن خلف ? أخبر أن أبا الأسود أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ? وهو يبايع الناس يوم الفتح . قال ابن الأثير : هذا خطأ ? وإنما الحديث عن " محمد بن الأسود بن خلف " أن أباه الأسود حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبايع . فسقط عن الراوي " الهاء " من " أباه " في الكتابة ? فجعله " أبا الأسود " وليس لأبي الأسود ( الدئلي ) صحبة ? بل هو تابعي ? بصري ( 182 ) . وقال العلائي : ظالم بن عمرو ? ويقال : عمرو بن ظالم ? وقيل : غير ذلك ? وهو بكنيته أشهر ? قال الواقدي : أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم . قلت : لم يره ? فروايته عنه مرسلة ( 183 ) .
كسر الكنية :
قال العلامة الحلي - في ترجمة عثمان بن سعيد - : العمري ? بفتح العين ? يكنى أبا عمرو ? واختلف في تسميته بالعمري ? فقيل : . . . . إن أبا محمد العسكري عليه السلام ? قال : لا يجمع على امرئ بين " عثمان " ? " أبي عمر " . وأمر بكسر كنيته ? فقيل " العمري " ( 184 ) .
* ( هامش ) *
( 182 ) أسد الغابة : 3 / 70 .
( 183 ) جامع التحصيل : 203 رقم 316 .
( 184 ) رجال العلامة الحلي : 126 باب 18 من حرف العين ? رقم 2 . ( * )
سابعا - في علم اللغة :
1 - قال ابن الأثير : أما الكنية : فأصلها من الكناية وهي أن تتكلم بالشئ وتريد به غيره ? تقول :
2 - كنيت وكنوت بكذا ? وعن كذا ? كنية وكنية ? والجمع : انكنى .
3 - واكتنى فلان بأبي محمد .
4 - وفلان يكنى بأبي الحسن . 5 - وكنيته أبا زيد ? وبأبي زيد .
6 - ويخفف ويثقل ? والتخفيف أكثر .
7 - وفلان كني فلان ? كما تقول " سميه " اذا اشتركا في الاسم والكنية ( 185).
8 - قال الرضي : الكنية من كنيت ? أي سترت وعرضت ? كالكناية سواء ? لأنه يعرض بها عن الاسم ( 186 ) .
وقال ابن منظور :
9 - الكناية : أن تتكلم بشئ وتريد غيره .
10 - وكنى عن الأمر بغيره ? يكني ? كناية ? يعني : إذا تكلم بغيره مما يستدل عليه .
11 - وكنوت بكذا عن كذا .
12 - ورجل كان ? وقوم كانون .
13 - وكنيت الرجل بأبي فلان ? وأبا فلان - على تعدية الفعل بعد إسقاط الحرف - كنية وكنية .
* ( هامش ) *
( 185 ) المرصع : 40 .
( 186 ) شرح الكافية 2 / 139 .
14 - وكذلك : كنيته ( 187 ) ? عن اللحياني .
15 - ولم يعرف الكسائي " أكنيته " . وهذا يوهم أن غيره قد عرفه .
16 - وكنية فلان أبو فلان ? وكذلك كنيته ? أي : الذي يكنى به .
17 - وكنوه فلان أبو فلان ? وكذلك كنوته ? كلاهما عن اللحياني .
18 - وكنوه لغة في كنيته .
19 - ويقول أهل البصرة : " فلان يكنى بأبي عبد الله " وقال غيرهم : " يكنى بعبد الله " . وقال الجوهري : لا تقل : " يكنى بعبد الله " . وقال الفراء : أفصح اللغات أن تقول : " كني أخوك بعمرو " والثانية : " كني أخوك بأبي عمرو " والثالثة : " كني أخوك أبا عمرو " .
20 - ويقال : كنيته وكنوته ? وأكنيته وكنيته - قاله ? وكنيته أبا زيد ? وبأبي زيد ? تكنية .
21 - وهو كنيه كما تقول : سميه ( 188 ) .
22 - وقال البغدادي : الضمير يقال له : " الكناية " . 23 - وكنيت : إذا أتيت بكناية . 24 - وكنيت عن الشئ : إذا سترته ( 189 ) .
والمتحصل من مجموع هذه النصوص : أن اللغويين - في كتب اللغة - لم يتصدوا لتعريفها في هذا المجال وتحديدها بما مر من كونه ما بدى ب " أب " ? " أم " ? " ابن " بل ذكروا الأمور التالية ( وقد أرجعنا إلى تلك النصوص بالأرقام ) :
* ( هامش ) *
( 187 ) لم تضبط هذه الكلمة في المصدر ? وقد ضبطتها باعتبار أن تكرار الفعل يائيا لا معنى له إلا أن يكون الثاني بالتضعيف ? ويقربه قوله : أكنيته ? وهم إنما يذكرون المزيد بالألف بعد المزيد بالتضعيف ? فلاحظ .
( 188 ) لسان العرب 20 / 8 - 99 مادة ( كنى ) .
( 189 ) خزانة الأدب ? للبغدادي 11 / 228 . ( * )
أ - المعنى اللغوي : فقد جعلوا أصلها من الكناية ? لاحظ 1 ? 9 ? وفسرها الرضي بالستر ? وانظر : 8 ? 24 ? والتعريض ? لأنه يعرض بالكنية عن الاسم .
? - أصول المادة : فهي واوية ويائية ? أنظر : 2 ? 11 ? 17 ? 18 . وهي ثلاثية بالتخفيف ? ورباعية بالتثقيل ? والتخفيف أكثر ? لاحظ 6 ? 10 ? 14 . ويتعدى بنفسه إلى المفعول الأول . وأما إلى المفعول الثاني فيتعدى تارة بنفسه : وتارة بالباء ? لاحظ 5 . وبعن ? لاحظ 2 . وإذا كان أصل الكنية من الكناية لزم - على أساس وحدة الأصل - أن يتعدى إلى المفعول الثاني بالباء ? لاحظ 2 ? 11 ? 13 ? 19 . ويدل على ذلك أن ابن منظور اعتبر تعديته إلى المفعول الثاني لا بنفسه ? بل على أساس نزع الخافض ? لاحظ 13 . والمفعول الثاني هل هي الكنية بكاملها فيقال . كنيته بأبي فلان ? أو أبا فلان ? أو هو الاسم المضاف إليه أداة الكنية ? فيقال : كنيته بفلان ? ? ? وجوه ? لاحظها في 19 .
والغريب ورود تعديته ب " عن " في كلام ابن الأثير ? لاحظ 2 .
? - الافعال : - فالمجردة بالواو والياء ? لاحظ 2 ? 8 ? 11 ? 13 ? 18 ? 20 . - وورد مجهولا في 19 .
- ومزيدا من باب الإفعال ? لاحظ ? 15 ? 20 ? ولم يعرفه الكسائي .
- ومن باب التفعيل ? بالتثقيل ? لاحظ 4 ? 6 ? 14 ? ولاحظ ما علقناه هناك ? - ومن باب الافتعال ? لاحظ 3 .
? - الأسماء : - الكنية ? بضم الكاف وكسرها ? وهو مصدر ? والاسم الذي يكنى به الشخص ? لاحظ 2 ? 11 ? 13 ? 16 .
- الكنوة ?- بضتم الكاف وكسرها ?- وهي الكنية ?- لاحظ 17 .
- - والكنى : جمع الكنية ?- مثل منية ومنى ?- لاحظ 2 . - والكني : على وزن فعيل ?- وهو المشترك مع غيره في الكنية كالسمي وهو المشترك في الاسم ?- لاحظ 7 ? 21 .
- وكان من الكناية ?- وهو المكني عن الشئ ?- لاحظ 12 .
- وكانون ? جمع كان ? لاحظ 12 .
- والكناية 8 ? 9 ? 10 ? 22 ? 23 .
ثامنا - في علم النحو :
في مبحث الأسماء الستة : قال ابن مالك : وارفع بواو وانصبن بالألف * * واجرر بياء ما من الأسما أصف أب أخ حم كذاك وهن * * والنقص في هذا الأخير أحسن وفي أب وتالييه يندر * * وقصرها عن نقصهن أشهر ( 190 )
* ( هامش ) *
( 190 ) النحو الوافي 1 / 104 ه 1 . ( * )
قال ابن عقيل : يعني أن " أبا " ? " أخا " ? " حما " تجري مجرى " ذي " ? " فم " اللذين سبق ذكرهما ? فترفع بالواو ? وتنصب بالألف ? وتجر بالياء . . . وهذه هي اللغة المشهورة في هذه الثلاثة . وأشار بقوله " وفي أب وتالييه يندر . . . " إلى اللغتين الباقيتين : فإحدى اللغتين " النقص " : وهو حذف الواو والألف والياء ? والإعراب بالحركات الظاهرة على الباء والخاء والميم نحو : هذا أبه ? أخه وحمها ? وهذه اللغة نادرة . واللغة الأخرى : أن يكون بالألف ? رفعا ونصبا وجرا ? نحو هذا أباه وأخاه وحماها ? وهذه اللغة أشهر من النقص ( 191 ) .
ونرجئ التفصيل إلى كتب النحو .
تاسعا - في الأدب العام والحضارة :
? - في الحرب : قال ابن منظور في الكنية : من شعار المبارزين في الحرب ? يقول أحدهم : " أنا فلان وأبو فلان " . ومنه الحديث : " خذها مني وأنا الغلام الغفاري " وقول - علي عليه السلام : " أنا أبو حسن القرم " ( 192 ) . ? - قال ابن قتيبة : لم يكن - في الجاهلية - أحد يكنى " أبا علي " غير قيس بن عاصم ? وعامر بن الطفيل ( 193 ) .
* ( هامش ) *
( 191 ) شرح ابن عقيل 1 / 48 - 52 باختصار .
( 192 ) لسان العرب 20 / 98 مادة ( كنى ) .
( 193 ) الأوائل ? لابن قتيبة : 52 . ( * )
ج - في المحادثات والظرائف :
قال الصابئ : حدث القاضي أبو الحسن ابن السبتي : حضرت يوما مجلسا فيه أبو يعلى بن كيكس ? كاتب منيع بن حسان الخفاجي ووزيره في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ? بالجامعين ( 194 ) ? وقد حضر هناك ? رؤساء البلاد من سقى الفرات ? للسلام على منيع بن حسان وأبي يعلى بن كيكس ? وكانا وردا من الشام ? وحضر - في جملة الأشراف الطالبيين ? من الكوفة - الزكي أبو علي ? عمر بن محمد بن السايس ? والزكي الآمر الناهي في الإقامات وترتيب الأمور ? وبين يديه غلام يدعى ب " أبي يعلى بن عرس " فأخذ الزكي يقول له : ويلك يا أبا يعلى ? افعل كذا ? وامض في كذا ? وينتهره ويستخف به استعجالا له ? وحثا فيما يستنهضه فيه ويستبطئه ? ويقول : يا أبا يعلى ? يا فاعل ? يا صانع . فلما طال ذاك على أبي يعلى بن كيكس ? لأجل موافقة كنيته بكنيته ? قال له : أيها الشريف ? سأستخدم اليوم غلاما كنيته " أبو علي " ? واستخف به بحضرتك ? مجازاة لك عن هذا الفعل منك . فاسترجع الزكي ? واستيقظ ? وقال : الله الله ? يا سيدنا ? فوالله ما كان عن قصد مني ? بل بنسية حضرتني. فضحكت الجماعة منه . ثم قال أبو يعلى : كان بخوزستان أمير من أمراء الديلم يخضب لحيته، فحضر في مجلس فيه رجل من أصحاب الملك (أبي) كاليجار، وللرجل غلام خضيب ? وكان يأمره وينهاه ? ويقول له:" يا خرمنحى ( 195) يا فاعل ? ويا صانع ? وقال : هذا تعريض بي وقصد لي ? وصار ذلك سبب عداوة تأكدت بينهما واستحكمت معهما ( 196 ) .
* ( هامش ) *
( 194 ) كذا في المصدر ? وأظن أن المراد بها مدينة " الحلة " والغريب أن المحقق لم يورد اللفظة في فهرس البلدان والمواضع .
( 195 ) علق المحقق للمصدر على هذه الكلمة : " كذا ? ولم نهتد إلى تصويبها " أقول : أظنّ أنّها مصحّفة عن " ?َرْمحنّى " أي حمار مخضّب بالحناء ? فلاحظ .
( 196 ) الهفوات النادرة : 45 - 47 الرقم 41 . (*).
ويا خرمنحى ? مدبر ? منحوس " وما يشبه هذا القول . فنهض الديلمي ? مغضبا ? - كان " يموت بن المزرع ? لا يعود مريضا خوفا من أن يتطير من اسمه ? وكان يقول : بليت بالاسم الذي سماني أبي به ? فإني إذا عدت مريضا فاستأذنت عليه ? فقيل : من هذا ? قلت : أنا ابن المزرع ? وأسقطت اسمي ( 197 ) .
- تولى يحيى بن أكثم ديوان الصدقات على الاضراء ?- فلم يعطهم شيئا ?- فطالبوه فلم يعطهم ?- فقال : ليس لكم عند أمير المؤمنين - شئ ! فقالوا : لا تفعل ?- يا أبا سعيد . فقال : الحبس ?- الحبس ?- فأمر بهم فحبسوا جميعا . فلما كان الليل ضجوا ?- فقال المأمون : ما هذا ? فقالوا : الأضراء حبسهم يحيى بن أكثم ?- فقال : لم حبسهم ? فقالوا : كنوه ?- فحبسهم . فدعاه فقال له : حبستهم على أن كنوك ? فقال : يا أمير المؤمنين ?- لم أحبسهم على ذلك ?- وإنما حبستهم على التعريض ?- قالوا لي " يا أبا سعيد " يعرضون بشيخ لائط في الخريبة ( 198 ) . * ( هامش ) *
( 197 ) وفيات الأعيان 7 / 54 ? . عباس .
( 198 ) تاريخ بغداد 14 / 194 - 195 . ( * )
أقول : وكان القاضي يحيى متهما بما عرضوا به ? فقد عرض به المأمون نفسه فقال له : من الذي يقول . قاض يرى الحد في الزناء ولا * * يرى على من يلوط من باس فقال يحيى : أما يعرف أمير المؤمنين من قاله ? قال : لا .
قال : يقوله أحمد بن أبي نعيم ? الذي يقول :
حاكمنا يرتشي وقاضينا * * يلوط والراس شرما راس
لا أحسب الجور ينقضي وعلىالـ * أمة وال من آل عباس
فأفحم المأمون ? وأسكت خجلا ? وقال : ينبغي أن ينفى أحمد بن أبي نعيم إلى السند ! ( 199 ) .
بعث أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : أطعمني من عنب جنتك . وأبو بكر جالس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ? فقال أبو بكر : حرمها الله على الكافرين . فقال أبو طالب : فلأبي قحافة ? آكل الذبان تدخرها ( 200 ) .
وأشار إلى ذلك السيد الحميري بقوله :
أترى صهاكا وابنها وابن ابنها * * وأبا قحافة آكل الذبان
كانوا يرون وفي الأمور عجائب * * يأتي بهنّ تصرّف الأزمان
أن الخلافة في ذؤابة هاشم * * فيهم تصير وهيبة السلطان ( 201 )
أبو ذبان . كني عبد الملك بن مروان الأموي " أبا ذبان " لشدة بخره ? وموت الذبان إذا دنت من فيه ( 202 ) .
* ( هامش ) *
( 199 ) تاريخ بغداد : 14 / 196 ? وانظر سفينة البحار 1 / 367 .
( 200 ) الكنى ? للدولابي 1 / 202 .
( 201 ) ديوان السيد الحميري :
( 202 ) الحيوان ? للجاحظ 3 / 81 - 382 وهامشه . ( * )
ولما قتل عبد الملك بن مروان ? عمرو بن سعيد الأشدق - وكان يلقب لطيم الشيطان - بلغ ذلك ابن الزبير - وهو بمكة - فصعد المنبر ? وقال : إن أبا ذبان قتل لطيم الشيطان " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون " [ سورة الأنعام 6 الآية 129 ] ( 203 ) .
اجتمع الجاحظ وأبو العيناء ? عند الحسن بن وهب . فقال الجاحظ : علمت أن " محمد بن عبد الله " أحسن من " عمرو بن بحر " ? " أبو عبد الله " أحسن من " أبي عثمان " ولكن " الجاحظ " أحسن من " أبي العيناء " . فقال أبو العيناء : هيهات ! جئت إلى ما يخفى من أمورنا ففضلتني عليك فيه ? وإلى ما يعرف ففضلت نفسك فيه ! إن " أبا العيناء " يدل على كنية ? ? " الجاحظ " يدل على عاهة ? والكنية - وإن سمجت - أصلح من العاهة - وإن ملحت - ! ( 204 ) .
وفي رسالة الجاحظ إلى أبي الفرج نجاح بن سلمة : قد ظهر أنه في أسمائكم وأسماء آبائكم وكناكم وكنى أجدادكم من برهان الفأل الحسن ? ونفي طيرة السوء ? ما جمع لكم صنوف الأمل ? وصرف إليكم وجوه الطلب ? فأسماؤكم وكناكم بين فرج ? ونجاح ? وسلامة ? وفضل ? ووجوهكم وأخلاقكم وفق أعراقكم وأفعالكم ? فلم يضرب التفاوت فيكم بنصيب . - سأل رجل رجلا : ما اسمك ? فقال بحر ? قال : أبو من ? قال : أبو الفيض ? قال : ابن من ? قال . ابن الفرات ? قال : ما ينبغي لصديقك أن يلقاك إلا في زورق ( 205 ) .
صاح أعرابي بعبد الله بن جعفر : يا أبا الفضل ! قيل : ليست كنيته ? قال : وإن لم تكن كنيته فإنها صفته ( 206 ) .
* ( هامش ) *
( 203 ) الاشتقاق ? لابن دريد : 79 .
( 204 ) الديارات ? للمشابشتي : 85 .
( 205 ) شرح نهج البلاغة 19 / 367 .
( 206 ) شرح نهج البلاغة 19 / 368 . ( * )
كان صاحب ربيع يتشيع فارتفع إليه خصمان : اسم أحدهما علي ? والآخر معاوية ? فانحنى على معاوية فضربه مائة سوط من غير أن اتجهت عليه حجة ? ففطن من أين أتي ! فقال : أصلحك الله ! سل خصمي عن كنيته ? فإذا هو أبو عبد الرحمن - وكانت كنية معاوية بن أبي سفيان - فبطحه وضربه مائة سوط ? فقال لصاحبه : ما أخذته مني بالاسم استرجعته منك بالكنية ( 207 ) .
( 207 ) شرح نهج البلاغة 19 / 371 .
روى عمر بن شبة قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ? قال : حدثنا حماد بن سلمة ? عن زيد بن أسلم ? عن أبيه ? قال : كان عمر إذا بعثني إلى أحد من ولده قال لي : " لا تخبره لم بعثتك إليه ? فلعل الشيطان يعلمه كذبة " ! فجاءت أم ولد لعبد الرحمن ? فقالت : إن أبا عيسى لا ينفق علي ولا يكسوني . قال : ويحك ? من أبو عيسى ? قالت : ابنك عبد الرحمن . فقال . وهل لعيسى من أب ? ! قال : فأرسلني إليه وقال : قل له : " أجب " ولا تخبره لأي شئ دعوته . قال : فأتيته ? وعنده ديك ودجاجة هنديان ? فقلت له : أجب أباك أمير المؤمنين . قال : ما يريد مني ? قلت : لا أدري . قال : إني أعطيك هذا الديك والدجاجة على أن تخبرني ما يريد مني . فاشترطت أن لا يخبر عمر ? وأخبرته ? وأعطاني الديك والدجاجة ? فلما جئت عمر قال لي : أخبرته ? فوالله ما استطعت أن أقول : لا ? فقلت : نعم . قال : ما رشاك ? قلت : ديكا ودجاجة . فقبض بيده اليسرى على يدي فجعل يضربني بالدرة ? وجعلت أندو ? وجعل يضربني وأنا أندو ? فقال : إنك لجدير . ثم جاء عبد الرحمن ? فقال : هل لعيسى من أب ? ! تكتني أبا عيسى ! هل لعيسى من أب ? ! أما تدري ما كنى العرب ? ! أبو سلمة ? أبو حنظلة ? أو عرفطة ? أبو مرة ! ( 208 ) .
( 208 ) تاريخ المدينة المنورة - أخبار المدينة ? لابن شبة - 2 / 752 . وانظر : شرح نهج البلاغة ? لابن أبي الحديد 19 / 368 . ( * )
أقول : لقد مر في الحديث السادس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى عن عدة كنى ومنها " أبو عيسى " ولكن عمر لم يكن في نهيه هذا متابعا لنهي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ? وذلك : 1 - لعدم ذكره لذلك النهي ? وعدم تعلقه به . 2 - لتصريحه بأنه إنما يدعو إلى العصبية ? ويتعزى بعزاء الجاهلية في كناها ? ولم يأبه بالجهة الشرعية في ذلك ? بقرينة أنه دعا إلى كنية مثل " أبي مرة " وقد عرفت أنها كنية الشيطان وفرعون ? وعرفت أن الابتعاد عن الكنى التي هي لأعداء الله مطلوب في الشرع كما مر في الحديث 3 وخاصة كنية " أبي مرة " بالذات ? حيث عرفت في الحديث 5 أن الإمام زين العابدين عليه السلام أظهر انزجاره من سماعها . قال ابن منظور : في الحديث " من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بأير أبيه ? ولا تكنوا " . قوله : " تعزى " أي انتسب وانتمى ? يقال : عزيت الشئ وعزوته ? أعزيه وأعزوه ? إذا أسندته إلى أحد .
/ صفحة 76 / ومعنى قوله : " ولا تكنوا " أي قولوا له : " اعضض بأير أبيك " ولا تكنوا عن الأير بالهن ( 209 ) . أقول : ويفسره الحديث الذي رواه ابن أبي شيبة : قال صلى الله عليه وآله وسلم : من اتصل بالقبائل فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا(210).
عاشرا - في التراث : وأخيرا : يبدو أثر الكنية في التراث بوضوح ? عندما نشاهد المجموعة الكبيرة من الجهود العلمية والمؤلفات في موضوعها وما يرتبط بها ? وقد تصدى جمع من كبار العلماء لبذل الجهود المشكورة في هذا المجال ? وإن كان الكثير منها مختصا بكنى الرواة أو الأعلام والمعارف ? وفيها ما يتكفل كنى الحيوانات والجمادات غير الأناسي كالمرصع لابن الأثير ? فموضوعه وإن كان أعم من الكنى ? لاحتوائه على سائر الإضافات والأذواء والذوات ? إلا أنه قال في مقدمته : وحيث كان مدار هذا الكتاب على ذكر الكنايات والإضافات بالأولاد والأذواء والذوات لغير الناس ? لم نذكر فيه من أسماء الناس إلا بعض من اشتهر منهم فضرب به مثل أو لم يعرف بغير كنيته أو إضافته ممن غلبت عليهم الكنى والإضافات ( 211 ) .
ونحن نخص - هنا - بالذكر المؤلفات المستقلة ? وإلا فأكثر كتب الرجال والتراجم تحتوي على كثير من الكنى ? أو تخصص فصولا واسعة لها ? وقد تستوعب الكنى في بعض المؤلفات مجلدا كبيرا مستقلا . وتحدث ابن الصلاح عن منهج هذه المؤلفات بقوله : كتب الأسماء والكنى كثيرة . . . والمصنف في ذلك يبوب كتابه على الكنى مبينا أصحابها ( 212 ) .
* ( هامش ) *
( 209 ) لسان العرب 19 / 281 مادة ( عزا ) .
( 210 ) مصنف بن أبي شيبة 15 / 2 - 33 ? ومسند أحمد 5 / 136 .
( 211 ) المرصع . 36 .
( 213 ) مقدمة ابن الصلاح : 508 . ( * )
ووصف بعضها وهي كتب ابن عبد البر فقال : " له في أنواع من الكنية كتب لطيفة رائقة " ووصف واحدا بأنه " مصنف مليح " كما سيأتي . وقال ابن كثير ? النوع 48 : وصنف الناس كتب الكنى ? وفيها إرشاد إلى إظهار تدليس المدلسين ( 213 ) .
( 213 ) الباعث الحثيث : 3 - 204 .
وإليك قائمة بأسماء ما وقفنا عليه من المؤلفات في الكنى :
1 - الآباء والبنين للدينوري . ذكره ابن الأثير في المرصع : 379 .
2 - الأسامي والكنى لعلي بن عبد الله بن جعفر ? المديني ( 161 - 258 ه ) . ذكره النديم في الفهرست : 286 ? وابن الصلاح في المقدمة : ? ? وإيضاح المكنون 1 / 80 ? ومعجم المؤلفين 7 / 132 .
3 - الأسماء والكنى لأحمد بن حنبل ( 164 - 241 ه ) . ذكره في الرسالة المستطرفة : 90 .
4 - الأسماء والكنى لأحمد بن سهل البلخي ? أبي زيد ( ? 340 ) . * الفهرست للنديم : 153 ? ومعجم الأدباء 3 / 66 .
5 - الاستغنا في معرفة الكنى لابن عبد البر ? القرطبي . * ذكره البلقيني في محاسن الاصطلاح : 508 وقال : إنه في مجلد كبير ضخم .
6 - البنين والبنات من رجال الأحاديث لأبي السعادات ? مبارك بن محمد ? ابن الأثير الجزري ( ? 606 ) . كشف الظنون 1 / 256 .
7 - تسمية الخلفاء وكناهم . الفهرست للنديم : 115 .
8 - التكنية لقابوس بن وشمگير أبي المعالي . مطبوع في الرسائل المجموعة باسم " كمال البلاغة " بالقاهرة سنة 1341 . أعيان الشيعة 8 / 434 .
9 - تلخيص الكنى لأبي أحمد الحاكم ? لخصه الحافظ عبد الغني المقدسي . يوجد الجزء الأول منه مخطوطا في المكتبة الظاهرية - بدمشق ? 5 مجاميع 89 ? رقم 3825 عام . فهرس مجاميع الظاهرية : 461 .
10 - جز في الكنى والأسماء لضياء الدين المقدسي ? محمد بن عبد الواحد ( ? 643 ) . يوجد برقم 17 من المجموع 67 عام ? مجاميع 3803 . فهرس مجاميع الظاهرية : 346 .
11 - رسالة في الكنى والألقاب للشيخ محمد بن جابر بن عباس النجفي ? تلميذ الشيخ محمد السبط . توجد في خزانة السيد حسن الصدر بالكاظمية . الذريعة 18 / 177.
12 - الروض الباسم في الكلام على التكني بأبي القاسم نسبه البغدادي إلى أحمد بن عمر بن عثمان الشافعي الشهير بابن فراء في إيضاح المكنون 1 / 588 ? وقال : موجود بدار الكتب الشامية . لكن مفهرس المكتبة الظاهرية نسبه إلى محمد بن عبد الرؤوف الغامدي ( ? 1031 ) وقال : كتبها المؤلف سنة 1028 . هو الكتاب الأول من المجموع 3863 عام مجاميع 127 . فهرس مجاميع الظاهرية : 673 .
13 - ريحانة الأدب في المعروفين بالكنى واللقب . للشيخ محمد علي المدرس التبريزي ? طبع أولا سنة 1367 ? وأعيد حديثا مع استدراك .
14 - عكس الرتبة في تهذيب الكنى للحافظ أبي الوليد ? هشام بن أحمد بن هشام الأندلسي ( ? 488 ) . إيضاح المكنون 2 / 117 .
15 - غاية المنى في تحقيق الكنى وما يكنى من الحيوانات وغيرها . للميرزا محمد علي التبريزي الخياباني . الذريعة 16 / 23 .
16 - غاية المنى في ذكر المعروفين بالألقاب والكنى للشيخ عباس القمي ( ? 1359 ) صاحب " الكنى والألقاب " . يوجد عند ولده بخطه ? الذريعة 16 / 23 .
17 - فتح الباب في الكنى والألقاب لأبي عبد الله ? محمد بن إسحاق ابن مندة الأصبهاني ( 310 - 395 ) . سير أعلام النبلاء 17 / 33 . وقد نشر الكتاب في ألمانيا سنة 1927 ? ? وانظر : تاريخ التراث العربي لسزگين 1 / 354 .
18 - كتاب أبي إسحاق الصريفيني في الكنى . ذكره البلقيني .
19 - كتاب أبي بكر ابن أبي شيبة ? في الكنى . ذكره البلقيني .
20 - كتاب أبي الجارود . ذكره البلقيني .
21 - كتاب الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري . ذكره شاكر في الباعث الحثيث : 3 - 204 .
22 - كتاب ابن مخلد . ذكره البلقيني .
23 - الكنى لابن عبد البر القرطبي ? يوسف بن عبد الله ( ? 413 ) صاحب " الاستغنا في معرفة الكنى " الذي ذكرناه برقم 5 . سير أعلام النبلاء 18 / 159 ? وكشف الظنون : 1453 .
24 - الكنى لأبي محمد ? عبد الرحمن بن أبي حاتم ? الرازي . ذكره البلقيني في محاسن الاصطلاح : 508 ? وإيضاح المكنون 2 / 325 ? والرسالة المستطرفة : 90 - 91 .
25 - الكنى للقباني ? الحسين بن محمد بن زياد ? أبي علي، النيسابوري ( ? 289)? كان أعرف الناس بالأسامي والكنى . سير أعلام النبلاء ? للذهبي 13 / 500 ? وتهذيب التهذيب 2 / 369 .
26 - الكنى لابن حيان ? محمد بن حيان بن أحمد البستي الدارمي ( ? 354 ) . سير أعلام النبلاء ? للذهبي 16 / 95 .
27 - الكنى للنسائي . قال الذهبي في " المقتنى " وهو يتحدث عن كتب الكنى : من أجلها وأطولها كتاب النسائي . ذكره ابن الصلاح في المقدمة : ? ? وفي كشف الظنون : 1453 والرسالة المستطرفة . 90 - 91 ? وروى عنه البكري في الأربعين حديثا : 121 .
28 - الكنى لهشام بن محمد بن السائب الكلبي ( ? 206 ) . الفهرست للنديم : 108 ? وسير أعلام النبلاء 10 / 102 ? وفيات الأعيان 6 / 83 ? والذريعة 18 / 142.
29 - كنى آباء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . لهشام بن محمد بن السائب الكلبي ( ? 206 ) ? الفهرست للنديم : ( 111 ? ومعجم الأدباء 19 / 291 .
30 - كنى الأشراف . للهيثم بن عدي ? الطائي ? الكوفي ( ? 130 - 207 ) . الفهرست للنديم : 112 ? ومعجم الأدباء 19 / 310 .
31 - الكنى التي للصحابة لابن الدباغ ? خلف بن القاسم بن سهل الأزدي القرطبي ( ? 393 ) . سير أعلام النبلاء ? للذهبي 17 / 113 .
32 - كنى الدواب . لمحمد بن إسحاق ? أبي العنبس ? الصيرمي . الفهرست للنديم : 169 ? معجم الأدباء 18 / 11 .
33 - كنى الشعراء لمحمد بن حبيب ? أبي جعفر ? البغدادي ( ? . . . ) . الفهرست للنديم : 119 ? معجم الأدباء 18 / 116 .
34 - الكنى والأسماء لمحمد بن أحمد بن حماد ? أبي بشر الدولابي الأنصاري ( ? 234 - 320 ) طبع في حيدرآباد - الهند سنة ( 1322 ? ) في جزءين ? وأعيد في دار الكتب العلمية - بيروت 1403 ه .
35 - الكنى والأسماء لأبي أحمد الحاكم ? محمد بن محمد بن أحمد النيسابوري الحافظ ( 285 - 328 ) . وذكره ابن الصلاح في المقدمة : 507 ? وكشف الظنون : 1391 . وانظر : 1453 ? والرسالة المستطرفة : 91 ? والأعلام للزركلي 7 / 244 ? ومعجم المؤلفين 11 / 180 .
36 - الكنى والأسماء . لمسلم بن الحجاج القشيري ( 204 - 261 ه ) . منه نسخة في الظاهرية ? المجموع 3738 ? كما في فهرس مجاميع الظاهرية : 16 . ونسخة في دار الكتب المصرية ? رقم 221 مصطلح ? طلعت . وذكره النديم في الفهرست : 286 ? وابن الصلاح في المقدمة ? 508 ? وانظر : سير أعلام النبلاء 10 / 595 ? 19 / 136 .
37 - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ( ? 1359 ) . طبع بصيدا ? وبالنجف ? وأعاد طبعه في قم بالأوفست من طبعة صيدا ? الشيخ محسن بيدار ? ووضع له فهارس عامة .
38 - الكنية ? حقيقتها وميزاتها وأثرها في الحضارة والعلوم الإسلامية . هذا الكتاب . لمؤلفه السيد محمد رضا بن السيد محسن بن السيد علي الحسيني ? العبيدلي ? الأعرجي نسبا ? والحائري مولدا ? والنجفي دراسة ? والمهاجر إلى مدينة " قم " الطيبة ? المعروف بالجلالي لقبا ( 214 ) .
( 214 ) وحيث بلغت في تبييض البحث إلى هذا الموضع ? فجعنا بنبأ سكون القلب الكبير النابض للعالم الإسلامي ? إمام الأمة الإسلامية ? سيد المجاهدين العظام ? ومجدد الإسلام على رأس القرن الخامس عشر الهجري ? أستاذنا الأعظم ? سماحة المرجع الإمام السيد روح الله بن السيد مصطفى ? الموسوي ? الخميني قدس سره الشريف . " والحق : أن الخميني قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه وخلفه - وراءه - مجليا ? وسيظل التاريخ يرمقه بنظرات ملؤها العبرة من إنجازاته العظيمة ? ويتبعه بأماني كلها حسرات على آثاره المجيدة . وستتعاقب الأيام ? ويظل الإمام الخميني مع الخالدين " . ولد رضوان الله عليه يوم العشرين من جمادى الثانية سنة عشرين وثلاثمائة وألف هجرية في مدينة " خمين " بضواحي أصفهان ? وتوفي ليلة الأحد التاسع والعشرين من شهر شؤال سنة تسع وأربعمائة وألف هجرية في مدينة طهران في الساعة العاشرة وعشرين دقيقة . ودفن عصر يوم الثلاثاء الثاني من شهر ذي القعدة الحرام في مرقده في طهران ? جنب روضة الشهداء بمقبرة جنة الزهراء . رضي الله عنه وأرضاه ? وجعل الجنة منزله ومأواه ? وسددنا للسير على خطاه ? وسلام عليه يوم ولد ? ويوم مات ويوم يبعث حيا ? وإنا لله وإنا إليه راجعون .
39 - متاح المنى في إيضاح الكنى للشيخ علي بن الحسن بن عنبر ? أبي الحسن ? الحلي النحوي ? المعروف ? " الشميم " ( ? 601 ) . ذيل تاريخ بغداد ? لابن النجار 3 / 311 - 317 ? وذكره ياقوت في معجم الأدباء 3 / 70 - 71 وقال : أربعة كراريس .
40 - مجلة النصاب في الأسماء والكنى والألقاب لمستقيم زاده ? سليمان الرومي . قال في إيضاح المكنون 2 / 432 : هو كتاب كبير نافع جدا .
41 - المرصع . لابن الأثير ? مبارك بن محمد مجد الدين الجزري ( ? 606 ) . طبع في مطبعة الإرشاد ببغداد 1391 بتحقيق هزيل .
42 - المستطرفات في الكنى والألقاب . للسيد حسين بن السيد رضا ? الحسيني البروجردي ( ? 1277 ) . طبع في إيران على الحجر سنة 1313 منضما إلى كتاب " نخبة المقال في الرجال " للمؤلف . الذريعة 21 / 11 .
43 - مصنف ابن عبد البر في من اشتهر بكنيته دون اسمه من الصحابة . ذكره ابن الصلاح وقال : مصنف مليح . المقدمة : 516 .
44 - المعجم في من وافقت كنيته [ كنية ] زوجته . للحافظ ? أبي الربيع الكلاعي ? سليمان بن موسى صاحب " الأربعين السباعية " . إيضاح المكنون 2 / 509 .
45 - المقتنى في سرد الكنى للحافظ الذهبي . اختصر به كتاب أبي أحمد الحاكم ? وقال : " قد جمع الحفاظ كتبا في الكنى ومن أجلها وأطولها كتاب النسائي ? ثم جاء أبو أحمد الحاكم فزاد وأجاد وعمل ذلك في أربعة عشر سفرا ? لكنه يتعب الكشف عنه ? لعدم مراعاته ترتيب الكنى على حروف المعجم ? فرتبته واختصرته وزدته " ألفه سنة 737 وزاد في آخره كنى النساء ? منه نسخة في المكتبة المرعشية بقم ? رقم 5460 ? ذكرت في فهرسها 14 / 240 . توجد نسخة منه في المكتبة الأحمدية في حلب باسم " المنتقى من الكنى " . كشف الظنون : 1794 ? 1453 ? والرسالة المستطرفة : 91 ? وهامش سير أعلام النبلاء 14 / 464 .
46 - المنى في الكنى للسيوطي ? جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ( ? 911). ذكره في تدريب الراوي . 459 ? وكشف الظنون : 1888 ?
47 - من وافقت كنيته كنية زوجته من الصحابة . لابن حيويه ? محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري ? الشافعي ( ? 366 ) . يوجد في المكتبة الظاهرية ? الكتاب 9 من المجموع 3774 ? مجاميع 37 ? وأخرى برقم 3852 . فهرس مجاميع الظاهرية : 193 ? 624 .
48 - من وافقت كنيته اسم أبيه للخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت ( ?463). معجم الأدباء 4 / 20 .
49 - من وافقت كنيته كنية زوجته لابن عساكر ? علي بن الحسن بن هبة الله ? الحافظ الدمشقي ( ? 571 ) . معجم الأدباء 13 / 78 وقال : أربعة أجزاء .
50 - هدية الأحباب في ذكر المعروفين بالكنى والألقاب والأنساب للشيخ عباس القمي ( ? 1359 ) . طبع مكررا .الذريعة 25 / 205 . والحمد لله على توفيقه ? والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد وسيدهم ? وعلى سيد الأوصياء علي أمير المؤمنين وأولهم وعلى الأئمة الأطهار من آله الأخيار ? وشيعتهم الأبرار ? ما بقي الليل والنهار . " سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين " . " وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين " .
المصادر والمراجع
1 - أبو الحسن العريضي ترجمة حياته ونشاطه العلمي / للسيد محمد رضا الحسيني . طبع في مقدمة كتاب " مسائل علي بن جعفر " الذي طبعه المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام / مشهد 1409 ? تحقيق : مؤسسة آل البيت - عليهم السلام - لإحياء التراث .
2 - الإتقان في علوم القرآن / لجلال الدين السيوطي ( 911 ه ) . تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم / منشورات مكتبة الرضي وبيدار قم 1408 .
3 - أدب الاملاء والاستملاء / للسمعاني دار الكتب - بيروت 1401 ه .
4 - الأذكار النواوية / لأبي زكريا يحيى شرف الدين ? النووي ? طبع مع الفتوحات الربانية .
5 - الأربعون حديثا / لصدر الدين ? البكري ( ? 656 ) تحقيق محمد محفوظ ? دار الغرب الإسلامي ? بيروت 1403 .
6 - الإرشاد إلى حجج الله على العباد / للشيخ المفيد ? البغدادي ( ? 413 ) . المطبعة الحيدرية - النجف 1382 .
7 - أسد الغابة في معرفة الصحابة / لعز الدين علي ابن الأثير الجزري الشيباني، نشر المكتبة الإسلامية- بيروت بالأوفست عن طبعة مصر الأولى في خمسة مجلدات.
8 - الاشتقاق / لابن دريد محمد ? الحسن الأزدي ( ? 321 ) . تحقيق عبد السلام محمد هارون طبعة ثانية - مكتبة المثنى - بغداد 1399 ه .
9 - الأشعثيات المعروف باسم الجعفريات طبعه السيد الإمام البروجردي مع " قرب الإسناد " للحميري / أعادته مكتبة نينوى - طهران .
10 - الأعلام / للزركلي . الطبعة الثانية - 11 مجلدا .
11 - أعيان الشيعة / للسيد محسن الأمين العاملي / الطبعة الحديثة - بيروت .
12 - إكمال الدين وإتمام النعمة / للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي ( ? 381 ) . مؤسسة النشر - جماعة المدرسين - قم 1405 .
13 - الألفية في النحو / لابن مالك / المطبوعة مع " النحو الوافي " .
14 - ألقاب الرسول وعترته / لبعض القدماء - طبع مع المجموعة النفيسة .
15 - أنساب الأشراف / للبلاذري تحقيق محمد حميد الله ? الطبعة الأولى ? القاهرة 1959 .
16 - الأوائل / لابن قتيبة ( ? 276 ) . تحقيق محمد بدر الدين القهوجي ? دار ابن كثير ? دمشق ? الطبعة الأولى 1407 .
17 - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون / للبغدادي / دار الفكر - بيروت 1402 بالأوفست عن طبعة تركيا .
18 - الباعث الحثيث / لأحمد شاكر .
19 - بحار الأنوار / للعلامة المجلسي ( ? 1110 ) الطبعة الحديثة - طهران .
20 - تاريخ أهل البيت عليهم السلام / المروي عن الأئمة عليهم السلام / تحقيق السيد محمد رضا الحسيني . مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ? قم 1410.
21 - تاريخ بغداد / للخطيب البغدادي ( ? 463 ) / مطبعة السعادة - القاهرة 1349.
22 - تاريخ التراث العربي / لفؤاد سزگين / ترجمة فهمي أبو الفضل - مطابع الهيئة المصرية - القاهرة 1971 ? .
23 - تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام / لابن عساكر / تحقيق المحمودي ? طبعة بيروت .
24 - تاريخ دمشق / ترجمة الإمام علي عليه السلام / لابن عساكر ? تحقيق المحمودي ? طبعة بيروت .
25 - تاريخ المدينة المنورة ( أخبار المدينة ) / لعمر بن شبة البصري النميري ( ? 262 ) تحقيق فهيم محمد شلتوت ? دار الأصفهاني - جدة 1393 ه .
26 - تأويل مشكل القرآن / لابن قتيبة ( ? 276 ) تحقيق السيد أحمد صقر ? الطبعة الثالثة ? المكتبة العلمية - المدينة 1401 ه .
27 - تدريب الراوي / للسيوطي ( ? 911 ) تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف منشورات المكتبة العلمية - المدينة المنورة .
28 - التعريفات / للجرجاني علي بن محمد الشريف الطبعة الأولى - المطبعة الخيرية ( ? 1306 ) .
29 - تفسير الحبري / للحسين بن الحكم بن مسلم ? أبي عبد الله الحبري ( ? 286 ) ? تحقيق السيد محمد رضا الحسيني - مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ? بيروت 1408 .
30 - تقريب التهذيب / لابن حجر تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف المكتبة العلمية - المدينة - دار المعرفة بيروت .
31 - تهذيب الأحكام / للشيخ الطوسي محمد بن الحسن أبي جعفر ( ? 460 ) الطبعة الحديثة - النجف .
32 - تهذيب التهذيب / لابن حجر مطبعة دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد - الهند 1325 ه .
33 - جامع الأحاديث / للشيخ الرازي جعفر بن أحمد القمي ( ? 4 ) ? المطبعة الإسلامية - طهران .
34 - جامع أحاديث الشيعة / للإمام السيد البروجردي قدس سره ( ? 1380 ) المطبعة العلمية - قم 1399 .
35 - جامع الأصول عن أحاديث الرسول / لابن الأثير الجزري مبارك ( ? 606 ) تحقيق محمد حامد الفقي الطبعة الثانية - دار إحياء التراث العربي ? 1400 .
36 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل / للعلائي تحقيق حمدي السلفي الطبعة الثانية - عالم الكتب بيروت 1407 . 37 - الجامع الصحيح " المعروف بالسنن " للترمذي ? ( ? 279 ) تحقيق إبراهيم عطوة - الجزء الرابع - دار إحياء التراث العربي - بيروت .
38 - الجامع في الرجال / للشيخ موسى الزنجاني ( ? 1399 ) .
39 - الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة / للشيخ يوسف البحراني آل عصفور ? طبع جماعة المدرسين - قم 1408 .
40 - الحيوان / للجاحظ عمرو بن بحر ( ? 255 ) تحقيق عبد السلام ( محمد هارون ? الطبعة الثالثة 1388 .
41 - خزانة الأدب / لعبد القادر بن عمر البغدادي ( ? 1093 ) تحقيق عبد السلام محمد هارون - الطبعة الأولى مكتبة الخانجي - القاهرة 1403 .
42 - الخصال / للشيخ الصدوق / منشورات جماعة المدرسين - قم 1403 ه .
43 - دعائم الإسلام / للقاضي النعمان المصري طبع مصر .
44 - دلائل الإمامة / للطبري محمد بن جرير بن رستم ( ? 5 ) ? المطبعة الحيدرية - النجف .
45 - دلائل النبوة / للبيهقي ( ? 458 ) تحقيق عبد المعطي قلعجي ? دار الكتب العلمية - بيروت 1405 .
46 - الديارات / للسشابسشتي ( ? 388 ) ? تحقيق كوركيس عواد ? الطبعة الثانية ? مطبعة المعارف ? بغداد 1386 .
47 - ديوان السيد الحميري ? تحقيق . شاكر هادي شكر ? نشر : دار الحياة - بيروت ? سنة 1408 ه .
48 - ديوان المتنبي ? بشرح العكبري المطبعة الشرقية ? ( 1308 ) .
49 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة / للشيخ آغا بزرك الطهراني ( ? 1389 ) الطبعة الأولى - النجف وطهران .
50 - ذيل تاريخ بغداد / لابن النجار مطبعة دائرة المعارف العثمانية - حيدر آباد - الهند .
51 - رجال الطوسي / للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( ? 460 ) تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم ? المطبعة الحيدرية - النجف 1380 .
52 - رجال العلامة الحلي / للعلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ( ? 726 ) المطبعة الحيدرية ? النجف 1380 .
53 - رجال النجاشي / للشيخ أبي العباس ? أحمد بن علي الأسدي الكوفي ( ?450) تحقيق السيد موسى الزنجاني - مطبعة جماعة المدرسين قم 1407 .
54 - الرسالة / للشافعي محمد بن إدريس المطلبي ( ? 204 ) تحقيق أحمد محمد شاكر ? دار الكتب العلمية - بيروت بالأوفست عن الطبعة الأولى .
55 - الرسالة المستطرفة / للكتاني محمد بن جعفر الحسني ( ? 1345 ) ? دار الفكر - دمشق 1383 .
56 - سر السلسلة العلوية / لأبي نصر البخاري سهل بن عبد الله ( ? 4 ) ? تحقيق السيد محمد صادق بحر المعلوم . المطبعة الحيدرية - النجف .
57 - سنن أبي داود / سليمان للسجستاني ( ? 275 ) ? تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ? دار إحياء السنة النبوية .
58 - سير أعلام النبلاء / للذهبي الطبعة الثالثة ? مؤسسة الرسالة - بيروت1405ه.
59 - السيرة النبوية / لابن هشام تحقيق السقا والأبياري وشلبي ? دار إحياء التراث العربي - بيروت .
60 - شرح ابن عقيل على الألفية / مطبعة مصر - الأولى 1313 .
61 - شرح ابن عقيل / عبدان بن عقيل الهمداني ( ? 769 ) المكتبة النجارية – مصر.
62 - شرح الرضي على الكافية / للشيخ نجم الأئمة ? الرضي محمد بن الحسن الاسترآبادي ( ? 688 ) مطبعة الشركة الصحافية المتحدة العثمانية بالقسطنطينية 1310 ) .
63 - شرح اللمعة الدمشقية - ( الروضة البهية ) / للشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي طبعة جامعة النجف - النجف .
64 - شرح نهج البلاغة / لابن أبي الحديد / تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم / المطبعة الثانية - عيسى الحلبي ? القاهرة - 1387 ه .
65 - شمس الأخبار /.
66 - صحيح البخاري / للبخاري دار إحياء التراث العربي - بيروت عن اليونينية . 67 - صحيح مسلم / للقشيري مسلم بن الحجاج النيسابوري ( 261 ) ? تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ? الطبعة الثانية 1972 .
68 - علوم الحديث / لابن الصلاح تحقيق الدكتور نور الدين عتر - دار الفكر - بيروت .
69 - عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب / لابن عنبة السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسيني ( ? 828 ) الطبعة الثانية - المطبعة الحيدرية - النجف 1380 .
70 - عيون أخبار الرضا عليه السلام / للشيخ الصدوق ? تحقيق السيد مهدي اللاجوردي ? انتشارات جهان - قم .
71 - الغدير في الكتاب والسنة والأدب / للأميني ? عبد الحسين بن أحمد النجفي الطبعة الثانية - طهران وبيروت .
72 - الفتوحات الربانية شرح الأذكار النواوية / لمحمد بن علان الصديقي الشافعي ( ? 1075 ) - المكتبة الإسلامية - بيروت .
73 - الفخري في أنساب الطالبيين / لإسماعيل بن الحسين بن محمد عز الدين بن طالب المروزي . ( ? 644 ) ? تحقيق السيد مهدي الرجائي ? منشورات مكتبة السيد المرعشي 1409 ه .
74 - الفصول المختارة من العيون والمحاسن / للسيد الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي ( ? 436 ) المطبعة الحيدرية - النجف .
75 - الفصول المهمة / لابن الصباغ المالكي .
76 - الفهرست / للنديم طبعة رضا تجدد - طهران .
77 - فهرس مجاميع الظاهرية / وضعه ياسين محمد السواس منشورات معهد المخطوطات - الكويت 1408 ه .
78 - قرب الإسناد / للشيخ عبد الله بن جعفر الحميري القمي ? طبعه السيد الإمام البروجردي رحمه الله في المطبعة الإسلامية - طهران ? وأعادته مكتبة نينوى - طهران .
79 - قواعد الأحكام / للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر ( ? 726 ) مطبوع مع " إيضاح القواعد " لابنه .
80 - القواميس في الرجال والدراية / للشيخ الدربندي نسخة مصورة .
81 - الكافي / للكليني أبي جعفر محمد بن يعقوب الرازي ( ? 329 ) دار الكتب الإسلامية - طهران 1402 ه .
82 - الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل / للزمخشري جار الله ( ? 528 ) دار الكتاب العربي - بيروت .
83 - كثف الأستار /
84 - كشف الظنون / لكاتب چلبي حاجي خليفه ( 1017 ) دار الفكر - بيروت 1402 عن الطبعة الأولى .
85 - كشف الغمة في معرفة الأئمة / للأربلي علي بن عيسى بن الحسن ( ? . ه ) ?
المطبعة العلمية - قم 1381 .
86 - كشف اللثام / للفاضل الهندي الطبعة الحجرية - إيران .
87 - الكليات / لابن البقاء العكبري ? أيوب بن موسى الحسيني اللغوي ( ? 1094) ? تحقيق عدنان درويش ومحمد المصري .
88 - الكنى والأسماء / للدولابي دائرة المعارف العثمانية - حيدر آباد - الهند .
89 - الكواكب الدرية / للأهدل ? طبع مصر .
90 - لسان العرب / لابن منظور الأنصاري طبعة بولاق - مصر .
91 - لسان الميزان / لابن حجر دائرة المعارف العثمانية - حيدر آباد الهند 1329 . 92 - اللمع في أسباب الحديث / للسيوطي جلال الدين ( ? 911 ) .
93 - المثل السائر / لابن الأثير .
94 - المجدي في أنساب الطالبيين / للسيد مجد الدين العلوي العمري النسابة ( ?5) تحقيق المهدوي الدامغاني منشورات مكتبة السيد المرعشي دام ظله ? قم 1409 ه .
95 - مجمع البحرين / للطريحي ? طبع الحجر - إيران .
96 - مجمع البيان في تفسير القرآن / للطبرسي مطبعة العرفان - صيدا .
97 - مجمع الرجال / للقهبائي مطبعة أصفهان - أصفهان 1387 ه .
98 - مجمع الزوائد / للهيثمي .
99 - مجموعة نفيسة / مجموعة رسائل تاريخية لقدماء الأصحاب / نشرية مكتبة السيد المرعشي دام ظله - قم .
100 - محاسن الاصطلاح / للبلقيني تحقيق الدكتورة بنت الشاطئ - بذيل مقدمة ابن الصلاح .
101 - المرصع / لابن الأثير مجد الدين المبارك ? تحقيق إبراهيم السامرائي مطبعة الإرشاد - بغداد 1391 ه .
102 - مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام / للشهيد الثاني الطبعة الحجرية - إيران .
103 - مستند العروة الوثقى / تقرير درس السيد الخوئي دام ظله - كتاب الخمس - بقلم الشيخ مرتضى البروجردي - المطبعة العلمية - قم 1402 ه .
104 - مسند أحمد / دار صادر بيروت عن الطبعة الأولى في ستة مجلدات .
105 - المصنف / لابن أبي شيبة ? الطبعة الحديثة .
106 - مسند الإمام موسى بن جعفر عليه السلام / تأليف المروزي ? تقديم وتعليق محمد حسين الحسيني الجلالي ? الطبعة الرابعة دار الأضواء 1406 ه .
107 - معجم الأدباء / للحموي ياقوت ? الطبعة الثالثة - دار الفكر 1400 ه .
108 - معجم رجال الحديث / للسيد الخوئي مد ظله ? الطبعة الأولى - مطبعة الآداب - النجف .
109 - معجم المؤلفين / لكحالة دار إحياء التراث العربي - بيروت ? الطبعة الأولى.
110- معرفة علوم الحديث / للحاكم النيسابوري تحقيق معظم حسين ? دار الكتب - القاهرة .
111 - الميزان في تفسير القرآن / للسيد محمد حسين الطباطبائي .
112 - مغازي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعروة / استخراج الأعظمي منشورات مكتبة التربية العربية 1401 ه .
113- مقدمة ابن الصلاح تحقيق بنت الشاطئ - مطبعة دار الكتب - القاهرة 1974?.
114 - منتقلة الطالبية / لابن طباطبا تحقيق السيد مهدي الخرسان المطبعة الحيدرية - النجف .
115 - من لا يحضره الفقيه / للشيخ الصدوق ? دار الكتب الإسلامية طهران - عن طبعة النجف 1390 ه .
116 - النحو الوافي / تأليف عباس حسن ? الطبعة الثالثة دار المعارف - القاهرة 1966 ? .
117 - نصرة الثائر / للصفدي .
118 - نوادر الراوندي / المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف 1370 .
119 - الهداية / للخصيبي الطبعة الأولى ? مؤسسة البلاغ - بيروت 1406 ه .
120 - الهفوات النادرة / للصابي ? طبع دمشق .
121 - الوافي بالوفيات / للصفدي ? طبعة ريتر .
122 - وسائل الشيعة / للشيخ الحر العاملي تحقيق الرباني الشيرازي المكتبة الإسلامية - طهران 1399 ه .
123 - الوسيلة إلى نيل الفضيلة / للسيد ابن حمزة تحقيق الشيخ محمد الحسون ? نشر مكتبة السيد المرعشي - قم 1408 ه .
124 - وفيات الأعيان / لابن خلكان تحقيق الدكتور إحسان عباس ? أفست مكتبة الرضي - قم .
125 - اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السلام / لابن طاوس ? علي بن موسى بن جعفر الحلي ( ? 664 ) - المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف .
تمّ