■ المقدّمة
■ الفصل الأوّل:
■ التأرجُح بين الاجتهاد والتقليد في نقد الحديث
■ الفصل الثاني:
■ هل أحاديث المهديّ مختصّة بالشيعة؟
■ الفصل الثالث:
■ أحاديث المهديّ بين الصحّة والضَعْف
■ الفصل الرابع:
■ أحاديث المهديّ بين الأصل والتفاصيل
■ الفصل الخامس:
■ مسألة المهديّ بين السلبيّات والإيجابيّات
■ وأمّا إيجابيّات مسألة المهديّ:
■ الفصل السادس:
■ العقل ونقد الحديث
■ الفصل السابع:
■ هل مسألة المهديّ، من العقائد؟
■ الفصل الثامن: مسائل هامّة
■ ١ ـ مسألة وضع الحديث:
■ ٢ ـ مسألة الوحدة، ورواية الحديث:
■ ٣ ـ الغَيْبة عند الشيعة:
■ فمن هو أولى بالنقد؟
■ وأمّا لماذا تلتزم الشيعة بغيبة الإمام المهديّ المنتظر:
■ الإثارات المشبوهة:
■ كلمة الختام
- الوهابيّون والبيوت المرفوعة للشيخ محمّد عليّ السنقريّ الحائريّ
- وصول الأخيار إلى أصول الأخبار
- الوسيلة العذراء للشاعر عبد الحسين شكر (ت هجري.)
- همزيّة التميميّ صالح بن درويش الكاظمي (ت 1261هجري.)
- النكت في مقدمات الاصول، في تعريف المصطلحات الكلامية
- نثر اللآليْ للطبرسيّ (ت 548 هجري.)
- مقدّمتان توثيقيتان للسيد المرعشيّ والسيد المشكاة
- مسند الحِبَريّ
- مختصر رسالة في أحوال الأخبار
- الكلمات المائة للجاحظ (ت 250 هجري. )
- فصل الخطاب في ردّ محمّد بن عبد الوهّاب النجديّ
- عروض البلاء على الأولياء
- عجالة المعرفة في اُصول الدين
- شفاء السقام بزيارة خير الأنام عليه السلام
- الرعاية في شرح البداية في علم الدراية
- الدرة الفاخرة في دراية الحديث
- الرسالة الرحمانيّة حول كتابة كلمة (الرحمن)
- رسالة الحقوق
- رسالة ابي غالب الزراري إلى ابن ابنه في ذكر آل أعين
- الرجال لابن الغضائري
- دفع الشبه عن الرسول والرسالة
- الخلاصة في علم الكلام
- خاتمة وسائل الشيعة
- الحكايات، في الفرق بين المعتزلة والشيعة
- الحقوق لمولانا زيد الشهيد عليه السلام
- تفسير الحِبَري أو ما نزل من القرآن في علي أمير المؤمنين عليه السلام تفسير بالحديث المأثور
- تسمية من قُتِل مع الحسين عليه السلام من ولده واخوته وشيعته
- تثبيت الإمامة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام
- تاريخ أهل البيت عليهم السلام
- البداية في علم الدراية
- الباقيات الصالحات في أصول الدين الإسلامي عاى المذهب الإمامي
- إنجاح المطالب في الفوز بالمآرب
- الإمامة والتبصرة من الحَيْرة
- أسماء السور القرآنيّة، في مقطوعتين رائعتين في مدح النبيّ صلى الله عليه وآله
- الأُرجوزة اللطيفة في علوم البلاغة
- الأحاديث المقلوبة و جواباتها
- الإجازة الشاملة للسيّدة الفاضلة من الشيخ أبي المجد الأصفهاني للعلويّة الأمينيّة الهاشميّة
- آداب المتعلّمين
- نقد الحديث بين الاجتهاد والتقليد
- نظرات في تراث الشيخ المفيد
- المنهج الرجاليّ والعمل الرائد في (الموسوعة الرجالية لسيّد الطائفة آية الله العظمى البروجرديّ 1292 ـ 1380هجري)
- المنتقى النفيس من درر القواميس
- معجم أحاديث البسملة
- الموت أياتهاجاديثه احكامه
- القافية والرويّ في الشعر العربيّ
- ديوان الإجازات المنظومة
- دفاع عن القرآن الكريم
- حول نهضة الحسين عليه السلام
- الحسين عليه السلام سماته وسيرته
- جهاد الإمام السجّاد علي بن الحسين عليه السلام
- ثبت الأسانيد العوالي بطرق محمد رضا الحسيني الجلالي
- تدوين السنة الشريفة
- تحقيق النصوص يبن صعوبة المهمة وخطورة الهفوات، في النقد العلمي
- إيقاظُ الوَسْنان بالملاحظات على (فتح المنّان في مقدّمة لسان الميزان)
- أنا ـ ترجمة ذاتية للإمام أمير المؤمنين عليه السلام طبقاً للنصوص الموثوقة
- الأجوبة السديدة على أسئلة السيّدة الرشيدة
- الأجوبة الجلالية على الاسئلة الحلوانية
- أبو الحسن العُريضي، علي بن جعفر الصادق عليه السلام ترجمة حياته، ونشاطه العلميّ
1 ـ مسألة وضع الحديث:
حاول البعض جعل أحاديث المهديّ من موضوعات الشيعة ونقل عمّن سمّاهم «مؤرّخي الحركة الفكرية في العالم الإسلامي»(1) قولهم:
إنّ الوضع في الحديث بدأ بشكل متعمَّد لخدمة أغراض سياسيّة أيّام الفتنة بين عليّ ومعاوية، كما استغلّ الوضع لخدمة أغراض واتّجاهات ومناهج اعتقادية.
وإنّ بداية الوضع في الحديث كانت على أيدي الشيعة الّذين وضعوا أحاديث كثيرة تفضِّل عليّاً وآل البيت على غيرهم من الصحابة.
والحماس لآل البيت كلمة حقّ أُريد بها باطل، فقد تستّر بها أعداد كبيرة من الزنادقة، وضعيفي الدين، والموتورين من الشعوب التي ذهبت دولها، تطلّعاً إلى هدم الإسلام، وإضعاف السلطة العربية(2).
وهذه المسألة ليست من البساطة بحيث يُكتفى في تأصيلها، والبتّ فيها، بهذه الكلمات المنقولة عن مجهولين ولو بعنوان «مؤرّخي الحركة الفكرية ...» ولو أنّها دخلت في عقول من ليس من أهل هذا الشأن، فإنّ تناقلها لا يخرجها عن الدعوى المحتاجة إلى البيّنة والبرهان!
ويمكن مناقشتها توّاً من خلال هذه الكلمات المنقولة نفسها، فإذا كانت
ــــــــــــــــــــــ(1) من هم هؤلاء مجهولو الهوية؟! والحسب؟! والنسب؟! الّذين تعلّموا على أيدي ماسينيون اليهوديّ، وجولد زيهر، وفان فلوتن، وغيرهم من صنائع الصهيونية والصليبيّة الحاقدة على الإسلام والمسلمين، من أمثال أحمد أمين، وطه حسين، وقاسم أمين، وجرجي زيدان، ذيول الغرب وأبواقه!!
(2) تراثنا وموازين النقد (ص168-9).
الأغراض السياسيّة هي وراء وضع الحديث، واستغلّ الوضع لخدمة أغراض واتّجاهات ومناهج اعتقادية.
فلماذا لا يكون الاتّجاه المخالف للشيعة هو الذي بدأ بالوضع؟!
وإذا كان الحماس لآل البيت كلمة حقّ أُريد بها باطل، فلماذا لايكون الحماس للصحابة كلمة حقّ أُريد بها باطل؟!
ولماذا لا تكون أعداد كبيرة من الزنادقة وضعيفي الدين والموتورين من الشعوب التي ذهبت دولها، وضعوا الأحاديث في فضائل الصحابة، تطلُّعاً إلى هدم الإسلام، ليتقرّبوا بذلك إلى الخلفاء الولاة، ليتمكّنوا من القضاء على هذا الدين بقتل الأتقياء والوعّاظ الّذين كانوا يحاربون الانحراف عن الدين القويم، وخاصّة العلماء من أهل بيت النبيّ وصحابته الأبرار؟!
والدليل على ذلك، أنّ هؤلاء الأتقياء، وعلماء أهل البيت والصحابة كانوا هم الضحايا والمطارَدين طيلة حكم الخلفاء في القرن الأوّل.
حتى أُبعد من أُبعد، ونُفي من نُفي، وحُبس من حُبس، وقُتل من قُتل، حرباً، أو صبراً!
ولماذا لا يُنسَبُ وضع الحديث إلى قريش، التي أسلمت رغماً على أنفها، وخاصّة مسلمة الفتح، الّذين لم ينفكّوا عن حرب الإسلام حتى آخر لحظة من استسلامهم، ولمّا توفّي النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يألوا جهداً في زعزعة كيان الإسلام بإبعاد أهل البيت، والصحابة الكرام، وإيذائهم وحبسهم.
فلماذا لا يُنسب إليهم وضع الحديث بهدف هدم كيان الإسلام، الّذي أفقدهم عزّهم وكرامتهم الجاهلية، فلمّا لم يجدوا بُدّاً من الاستسلام أخذوا في التخريب السرّي، والتسلّل إلى مناطق النفوذ والسلطة من خلال التزلّف إلى الحكّام والسير في ركبهم؟!
ولماذا يخصّ الوضع بالأُمم الأُخرى الّذين دخلوا الإسلام فقط؟!
وإذا صحّ القول بأنّ الشعوب الأُخرى ـ وليس الشعب العربي ـ هم الّذين قاموا بالوضع للحديث، لأنّ الإسلام أفقدهم عزّهم ودولتهم، فلماذا يخصّ الوضع بإيران القديمة، دون الروم، واليهود، والنصارى الموجودين في الشام وفلسطين وبلاد الروم المغلوبة كذلك؟!
ثمّ إنّ إيران القديمة التي يؤكّد على نسبة الوضع إليها، لم تكن ـ حين الوضع للأحاديث ـ في القرون الأُولى شيعيّةً، بل كانت كلّها من أهل السُنّة، فعلى ذلك الأساس، هل يُحكم بوضع ما نقلوه من أحاديث فضائل الصحابة!؟
بينما البلاد العربيّة كانت مليئة بالشيعة، وخاصة المدن الكبرى!
بل كانت إيران في زمن الفتنة وما بعدها إلى قرون سبعة «سُنيّة» المذهب، ولم يدخل التشيّع إلى إيران بشكل رسمي إلاّ بعد القرن السابع.
بينما كان التشيّع منتشراً بين العرب وفي البلاد العربية منذ القرون الأُولى!
فإلى متى يبقى كُتّاب أهل السنّة على هذا «التلّ» من المزاعم الكاذبة يتناقلونها من دون خجل! ولا يُحاولون النزوح عنها رغم «غروب شمس»الاتّهاماتوالعصبيّة والدَجَل؟!
وإلى متى يقصع كلّ كاتب بِجِرّة مَنْ سبقه، من دون تأمّل في المنقولات وأبعادها؟!
وإلاّ، فمن الواضح الذي يعترف به كلّ حرٍّ: أنّ في روايات المهديّ، وبطرق أهل السُنّة، لا الشيعة، ما رواه كعب الأحبار «اليهوديّ الذي انبهر بعلمه الكثيرون .. فقد استغلّ ثقة الرواة فيه، وجعل من مسألة المهديّ معرضاً لمفاخر اليهود»(1).
مع أنّ كعباً ليس محسوباً على الشيعة، إطلاقاً، بل هو من الموثوق بهم عند أهل السُنّة، اعتمدوا عليه، وملأوا كتبهم من مرويّاته، وفيها الكثير من الإسرائيليّات
ــــــــــــــــــــــ(1) تراثنا وموازين النقد (ص195).
المكذوبة على الله ورسوله.
فلماذا لا يُثير وجود هذا اليهوديّ المحترف، وأخباره في كتب أهل السُنّة، أن يكون لليهود، بواسطة كعب هذا، تأثير على الفكر السُنّي؟!
ولكنّهم يصرّون على أنّ الفكر الشيعي قد تأثّر باليهودية من خلال عبد الله بن سبأ اليهودي الآخر المحسوب على الشيعة.
مع أنّ الشيعة يتبرّأون من ابن سبأ، وتروي كتب التاريخ والرجال أنّ الإمام عليّاً(عليه السلام)قتله وأحرقه بالنار، وهو من المنبوذين الملعونين عندهم، ولا تعتمد له رواية في كتبهم.
أمّا كعب فيتمتّع بكلّ ثقة واحترام عند علماء أهل السُنّة! يمجّدون به وبعلمه، ويتناقلون خرافاته الإسرائيليّة.
فهل هذا منطق العدالة؟!
أو هل هذا عدالة الكتاب والقلم؟!
وهل هو موضوع قابل للإلقاء في محاضرة علميّة رصينة؟!
ثمّ إنّ لنا حديثاً آخر في موضوع «وضع الحديث» ونسبته إلى الشيعة، ذكرناه مفصّلا في كتابنا «تدوين السُنّة الشريفة»(1) فلا نعيده حذراً من الإطالة.
وأمّا رأي علماء السُنّة في اتّهام الشيعة بوضح أحاديث المهديّ، فقد قال الشيخ محمّد الخضر حسين:
يقول بعض المنكرين لأحاديث المهديّ جملةً: إنّ هذه الأحاديث من وضع الشيعة، لا محالة.
ويُرَدّ هذا: بأنّ هذه الأحاديث مرويّة بأسانيدها ومنها ما تقصّينا رجال سنده فوجدناهم عُرفوا بالعدالة والضبط، ولم يتّهمه أحد من رجال التعديل والتجريح
ــــــــــــــــــــــ(1) اُنظر: تدوين السُنّة الشريفة، ص497-504.
بتشيّع مع شهرة نقدهم للرجال(1).
وقد ردّ العبّاد هذه المزعومة، فقال:
ما قالوه من أنّ فكرة المهديّ نبعت من عقائد الشيعة وكانوا هم البادئين باختراعها، وأنّهم استغلّوا أفكار الجمهور... وضعوا الأحاديث يروونها عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)في ذلك وأحكموا أسانيدها، وأذاعوها من طرق مختلفة وصدّقها الجمهور الطيّب لبساطته!
فقال العبّاد: هذا القول يشتمل على تنقيص سلف هذه الأُمّة، أوعية السُنّة ونقلة الآثار، والنيل منهم ووصف أفكارهم بالسذاجة، وأنّهم يصدّقون بالموضوعات لبساطتهم.
ولا شكّ أنّه كلام في غاية الخطورة(2).