احدث العناوين
- مناسبت » نبارک للأمة الإسلامیة ذکری ولادة الأقمار الثلاثة (ع)
- مناسبت » نبارک للأمة الإسلامیة ذکری میلاد اميرالمؤمنين علی بن ابی طالب(ع)
- مناسبت » نبارك لكم ذکری ولادة السّیدة زينب الكبرى(سلام الله علیها)
- مناسبت » وفاة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)
- مناسبت » نبارك لکم مولد الإمام حسن بن علي العسكري عليه السلام
- مناسبت » نبارك لکم مولد الرسول الاکرم (ص) وحفیده الامام الصادق(ع)
- مناسبت » اسعد الله ايامكم بمناسبة حلول عيد الله الاكبر، عيد الولاية، عيد الغدير الاغر
- مناسبت » اعظم الله اجورنا و اجورکم بذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر (عليه السلام)
- مناسبت » اعظم الله اجورنا و اجورکم بذكرى استشهاد الامام الجواد (عليه السلام)
- مناسبت » نبارك لكم ذکری ولادة السّیدة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله علیها)
الأخبار العشوائیة
- مناسبت » أعظم الله أجورنا و إجوركم بذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر عليه السلام
- مناسبت » نهنی بمولود الحسین و السجاد و ابا الفضل العباس علیهم صلوات الله
- مناسبت » نعزي الامّة الاسلامیة بمناسبة استشهاد السيدة فاطمة المعصومة أخت الأمام الرضا (ع)
- مناسبت » اعظم الله اجورنا و اجورکم بذكرى وفاة الرسول الأعظم (ص) و استشهاد الإمام الحسن المجتبى (ع) و الامام علی بن موسی الرضا (ع)
- مناسبت » نهني العالم الاسلامي بحلول عید الأضحی المبارك وکلّ عام وانتم بخیر
- مراسم » موتمر الکتاب السنوي للحوزة - قم المقدسة
- خبر (متفرقه) » صدرت مقالة أن مطلق الدعاء ليس عبادةً ولا شركاً بقلم السيد محمد رضا الجلالي في صحيفة صوت الكاظمين _ العدد :239_240 رجب المرجب و الشعبان 1440 ه
- مناسبت » نعزي الامّة الاسلامیة بمناسبة استشهاد مولانا الامام الصادق(ع)
- مناسبت » ميلاد أمل المستضعفين الامام المهدي المنتظر صاحب العصر و الزمان عجل الله تعالي فرجه
- مناسبت » اعظم الله اجورنا و اجورکم بذكرى استشهاد الامام الجواد (عليه السلام)
أکثر الأخبار مشاهدة
- پیام » تقبل الله صیامکم واسعد الله ایامکم وکل عام وانتم بخیر
- مناسبت » نعزي صاحب الزمان باستشهاد راهب بني هاشم الامام موسى الكاظم عليه السلام
- مناسبت » مبارك عليكم مولد الحجة( عج ) وجعلنا الله وإياكم من جنده المخلصين
- بیت معظمله » المأتم الحسیني الأسبوعي
- مناسبت » نعزي العالم الاسلامی بحلول شهر محرم الحرام و ایام استشهاد الامام الحسین (ع)
- مناسبت » نعزي صاحب الزمان باستشهاد جده الامام علي الهادي عليه السلام
- مناسبت » عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب أبي عبدالله الحسين (ع)
- مناسبت » نبارك لكم مولد السيدة فاطمة المعصومة سلام الله علیها بنت الإمام الكاظم عليه السلام
- مناسبت » نعزي الامّة الاسلامیة بمناسبة استشهاد السيدة فاطمة المعصومة أخت الأمام الرضا (ع)
- مناسبت » نبارك لکم ذکری میلاد الامام الرئوف السلطان علي بن موسی الرضا علیه السلام
الامام جعفر بن محمد الصادق علیه السلام
نحن أمام بحر طامٍ عمّ جوده وبدرٍ سام أشرق وجوده، نحن أمام شمس المعارف الکبرى وأستاذ الأئمة وقائد جمیع الأمة، الذی لم یُرَ إلا صائماً أو قائماً أو قارئاً للقرآن.
نسب أزهر فی التاریخ فحول الصحاری إلى أزاهیر، وحَسَبٌ تجاوز فی علوّه المریخ فسطعت منه المجامیر، وعزمٌ فلّ به حراب الدهر وحلم ملأ به إهاب الفخر، وبحر بعید قعره، زخّار موجه، یفیض عطاءً دون توقّف، حتى شهد بفضله القاصی والدانی مسحت شمس هُداه دیاجیر الجهل وأضاءت تعالیمه کل حنایا الروح والعقل.
منهله عذب لروّاده، ومنتج لقصّاده. یزدحم أهل الفضل فی رحابه، ویشرفون بتقبیل أعتابه. والکل یرجعون بطاناً مرویّین یشهدون بقوة حجته وشدة عارضته، یذعنون له تسلیماً واطمئناناً، ویعترفون بمرجعیته تقدیراً واحتراماً.
لقد منی الإمام الصادق (علیه السلام) بعصر أقلّ ما فیه أنه عصر الاتجاهات غیر المتجانسة فکان (علیه السلام) یجمع بین المتفرقات ویفرق بین المجتمعات.
مدرسة سیارة ولکنها شاملة ومستوعبة لکل ما تحتاجه الأئمة فی حاضرها ومستقبلها معبّراً عن طموحها وتطلعاتها.
والده بقر العلم بقراً وأورثه ما عنده من أدب کأحسن ما یرام، حتى بزّ الأولین والآخرین عدا ما استثنی، فإن الله تبارک وتعالى سخّره لإکمال السلسلة وقیادة المرحلة. یهدی التائهین من جانب، ویعلم الجاهلین من جانب آخر. یخاطب الناس على قدر عقولهم ویؤدبهم بحسب استعدادهم، یظهر على الزنادقة فیطبّعهم، وعلى الفیاهقة فیطوّعهم. وکم نصبوا له المکائد لیوقعوه فیها ولکنه کان أحذر وأجرأ من أسد.
یعالج الأمور بحکمة علی وصبره، وقوة الحسین وجهاده، له من جدّه النبی محمد (صلى الله علیه وآله) المثل الأعلى والقدرة الحسنى، لم تغرّه بهارج الدنیا وزینتها، ولم یجرِ إلى بعض مزالقها. وأثبت أنه الأعلم والأفقه، بل الأستاذ الأوحد فی تلک الدنیا التی کثر فیها العلماء وکانوا ظاهرتها الأبرز.
والإمام الصادق (علیه السلام) استطاع بواسع علمه ورحابة صدره أن یستوعب الجمیع ویعلم الأئمة المتأخرین، کأبی حنیفة ومالک والشافعی وأحمد، ویثبت أستاذیته للمدارس الفکریة والجامعات العلمیة کلها، حتى أصبح حدیث الناس وشغلهم الشاغل. ولشدة إقبال الناس إلیه وتتلمذ العلماء علیه وتأسیسه المدارس وتخریجه العلماء نسب المذهب الجعفری إلیه، وانعطف الموالون لأهل البیت إلیه مع أنه جزء من السلسلة المبارکة. لکن الوضوح الذی حدث فی عصره والانتصار الثقافی الکبیر الذی حققه جعل الاتجاه الثقافی والإعلامی یمیل نحوه بالخصوص. وبعبارة صریحة کان ینشر مذهب رسول الله (صلى الله علیه وآله)، بصِیَغ متطورة کحاضر سعید ومستقبل اجتماعی متقدم.
إن الأقوال والنعوت التی تُبرز دور الإمام الصادق (علیه السلام) وتظهر علوّ مقامه وسموّ فضله قد صدرت عن کبار علماء الإسلام من شتى الفرق والمذاهب، وما زالت آثارها باقیة حتى الآن، والحوزات العلمیة الیوم هی امتداد لتلک الحوزة العلمیة العظیمة، ومن تراث ذلک الإمام الهمام.
والإمام الصادق هو صاحب مدرسة عظیمة جداً مدت جذورها عمق التاریخ وبقیت مبارکة طیبة، أصلها راسخ فی الأرض وفروعها فی السماء، تؤتی أکلها کل حین بإذن ربها.
وصاحب هذه المدرسة وحده موسوعة علمیة، تقف وراء طاقاته التکوینیة المتینة أسباب جلیلة ساهمت جمیعها فی شحن المعارف الواسعة إلى فکره المرکّز، وإرادته المعتصمة بالمران الأصیل.
وکانت تلک المعارف والطاقات المبارکة کلها تصب فی بوتقة واحدة هی بوتقة بناء مجتمع صالح وفرد یعیش حریة الفکر وحریة الإنسانیة وعبودیة الباری عز وجل.